بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وللمشاهدة المزيد من الفوائد المرجوا زيارة قناة FAWAID SALAFIYA على اليوتيوب
منسقة على صوتي واحد
للتحميل الأسئلة والأجوبة في مقاطع صوتية على رابط واحد
كما يمكنكم الاستماع والتحميل المباشر من موقع Archive
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
حديث ( رأيت البارحة ربي في أحسن صورة ) هل فيه دليل لمن يدعي رؤية الله في المنام .؟
هل رؤية الله عز وجل في المنام جائزة ؟
ما ضابط معرفة كون رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حق في المنام ؟
هل تحدث رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام حقا وما الدليل على ذلك ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
هل رؤية الله عز وجل في المنام جائزة ؟
هل يمكن رؤية الله في الدنيا في المنام.؟
ما صحة قول من يقول بإمكانية رؤية الله عز وجل في المنام .؟
الشيخ صالح الفوزان بن فوزان حفظه الله
رؤية الله في المنام
الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
هل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يدل على صلاح الرأئي ؟
هل يمكن رؤية الله عزوجل في المنام ؟
الشيخ مقبل بن هادي الوادعي حفظه الله
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ولكن دون أن أتكلم معه أو أنظر إليه وإنما كان نائماً
ماذا عن حديث رأيت ربي في أحسن صورة ، وهل يرى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المنام على صورته؟
الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
هل يرى الله في المنام
الشيخ عبد العزيز ابن باز حفظه الله
هل رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام على هيئة ما تعتبر بشارة في حق الرائي، أو أنه من أهل الجنة؟
صحة الحديث من رآني فقد رآني حقا
ما مدى صحة الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي معناه ((من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي)) والحديث الآخر الذي معناه : (( من رآني فقد حرمت عليه النار )) أرجو إفادتي حول هذين الحديثين .
أما الحديث الأول وهو قوله صلى الله عليه وسلم : (( من رآني فقد رآني حقا )) فهذا حديث صحيح وله ألفاظ منها قوله صلى الله عليه وسلم : ((من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي )) ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (( من رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي )) في عدة ألفاظ وردت عنه عليه الصلاة والسلام ، وقد دلت كلها على أن عدو الله الشيطان قد حيل بينه وبين أن يتمثل في صورة النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى النبي في المنام فقد رأى الحقيقة ، وقد رآه عليه الصلاة والسلام ، إذا رآه في صورته التي هي معروفة عند أهل العلم وهو عليه الصلاة والسلام ربعة من الرجال حسن الصورة أبيض مشرب بحمرة كث اللحية سوداء وفي آخر حياته حصل فيها شعرات قليلة من الشيب عليه الصلاة والسلام ، فمن رآه على صورته الحقيقية فقد رآه فإن الشيطان لا يتمثل به عليه الصلاة والسلام ، وأما الحديث الثاني : (( من رآني فقد حرمت عليه النار )) فهذا لا أصل له وليس بصحيح .
المصدر
حكم من يدعي أنه رأى الله في المنام
ما حكم من يدعي أنه قد رأى رب العزة في المنام؟ وهل كما يزعم البعض أن الإمام أحمد بن حنبل قد رأى رب العزة والجلال في المنام أكثر من مائة مرة؟
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أنه يرى الإنسان ربه في المنام، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[1]، فليس يشبهه شيء من مخلوقاته، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، فلا شبيه له ولا كفو له.
وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي، وكل ما كان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة، لكن على غير الكيفية التي يراها، أو الصفة التي يراها؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى.
ويمكن أن يسمع صوتا ويقال له كذا وافعل كذا، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام، من حديث معاذ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه، وجاء في عدة طرق أنه رأى ربه، وأنه سبحانه وتعالى وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه، وقد ألف في ذلك الحافظ ابن رجب رسالة سماها: اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى، وهذا يدل على أن الأنبياء قد يرون ربهم في النوم، فأما رؤية الرب في الدنيا بالعيان فلا.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت، أخرجه مسلم في صحيحه. ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال: ((رأيت نورا))، وفي لفظ: ((نور أنى أراه)) رواهما مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فأخبرت أنه لا يراه أحد في الدنيا؛ لأن رؤية الله في الجنة هي أعلى نعيم المؤمنين، فهي لا تحصل إلا لأهل الجنة ولأهل الإيمان في الدار الآخرة، وهكذا المؤمنون في موقف يوم القيامة، والدنيا دار الابتلاء والامتحان ودار الخبيثين والطيبين، فهي مشتركة فليست محلا للرؤية؛ لأن الرؤية أعظم نعيم للرائي فادخرها الله لعباده المؤمنين في دار الكرامة وفي يوم القيامة، وأما الرؤيا في النوم التي يدعيها الكثير من الناس فهي تختلف بحسب الرائي - كما قال شيخ الإسلام رحمه الله - بحسب صلاحهم وتقواهم؛ وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم، كما روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء، وقال أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف، فقال الشيخ عبد القادر: اخسأ يا عدو الله لست بربي؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين، أو كما قال رحمه الله، والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديث أبي ذر، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية قال له: لَنْ تَرَانِي[2] الآية، لكن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا، فلو رآه وقال له: لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف، أو قال: ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان، أو ما عليك بر والديك أو قال: لا حرج عليك في أن تأكل الربا... فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه. أما عن رؤية الإمام أحمد لربه لا أعرف صحتها، وقد قيل: إنه رأى ربه، ولكني لا أعلم صحة ذلك.
المصدر
رؤية النبي في المنام
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أنه قال: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة -أو كأنما رآني في اليقظة- لا يتمثل الشيطان بي)، متفق عليه، فهل يجوز للمؤمن الصالح إذا شاهد شيئاً من ذلك وصْفُه للمسلمين؟ جزاكم الله خيراً.
لا حرج في ذلك، الحديث صحيح، يقول: (فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي)، وهو شك من الراوي، هل قال: (فسيراني)، أو (فكأنما رآني)؟، والصواب: (فقد رآني) كما في الروايات الأخرى: (من رآني في المنام فقد رآني) يعني رآني على الحقيقة، (فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي)، أما (فسيراني) هذه فيها شك، ولو صحت لكان المعنى يرى في الآخرة، يعني إذا كان مؤمناً، وأما في الدنيا ما يراه في الدنيا؛ لأنه بعد الموت لا يعود إلى الدنيا عليه الصلاة والسلام، إنما يراه المؤمنون يوم القيامة وفي الآخرة عليه الصلاة والسلام، فرواية: (فسيراني) إما أنها غلط من بعض الرواة شك في الرواية، كما جاء في الحديث الشك، قال: (فقد رآني)، وإما أن يكون المراد (فسيراني) يعني في الآخرة، المؤمنون يرونه في الآخرة، فإذا مات على إيمان فهو يراه، وهذه بشارة أنه يموت على الإيمان لو صحت الرواية، حتى يرى النبي عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أنه إذا رآه على صورته فقد رآه، فإن الشيطان لا يتمثل به، وأما إذا رآه على غير صورته ما يكون رآه، لو رآه شايب، يعني لحيته بيضاء، أو رآه شاب ما له لحية، فما يكون رأى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول له لحية كثة ليس فيها إلا شعرات يسيرة من الشيب، فإذا رآه على صورته فإنه سيراه يوم القيامة وفي الجنة إن مات على الإسلام، أو فقد رآه في الحقيقة؛ لأن الشيطان لا يتمثل في صورته، وهذا يؤيد أن المراد (فقد رآني) وأن رواية (فسيراني) ضعيفة وأتى بها الراوي شكاً، والمحفوظ (فقد رآني)، يعني رأى الحقيقة.
المصدر
وللمشاهدة المزيد من الفوائد المرجوا زيارة قناة FAWAID SALAFIYA على اليوتيوب
منسقة على صوتي واحد
للتحميل الأسئلة والأجوبة في مقاطع صوتية على رابط واحد
كما يمكنكم الاستماع والتحميل المباشر من موقع Archive
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
حديث ( رأيت البارحة ربي في أحسن صورة ) هل فيه دليل لمن يدعي رؤية الله في المنام .؟
هل رؤية الله عز وجل في المنام جائزة ؟
ما ضابط معرفة كون رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حق في المنام ؟
هل تحدث رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام حقا وما الدليل على ذلك ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
هل رؤية الله عز وجل في المنام جائزة ؟
هل يمكن رؤية الله في الدنيا في المنام.؟
ما صحة قول من يقول بإمكانية رؤية الله عز وجل في المنام .؟
الشيخ صالح الفوزان بن فوزان حفظه الله
رؤية الله في المنام
الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
هل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يدل على صلاح الرأئي ؟
هل يمكن رؤية الله عزوجل في المنام ؟
الشيخ مقبل بن هادي الوادعي حفظه الله
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ولكن دون أن أتكلم معه أو أنظر إليه وإنما كان نائماً
ماذا عن حديث رأيت ربي في أحسن صورة ، وهل يرى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المنام على صورته؟
الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
هل يرى الله في المنام
الشيخ عبد العزيز ابن باز حفظه الله
هل رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام على هيئة ما تعتبر بشارة في حق الرائي، أو أنه من أهل الجنة؟
صحة الحديث من رآني فقد رآني حقا
ما مدى صحة الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي معناه ((من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي)) والحديث الآخر الذي معناه : (( من رآني فقد حرمت عليه النار )) أرجو إفادتي حول هذين الحديثين .
أما الحديث الأول وهو قوله صلى الله عليه وسلم : (( من رآني فقد رآني حقا )) فهذا حديث صحيح وله ألفاظ منها قوله صلى الله عليه وسلم : ((من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي )) ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (( من رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي )) في عدة ألفاظ وردت عنه عليه الصلاة والسلام ، وقد دلت كلها على أن عدو الله الشيطان قد حيل بينه وبين أن يتمثل في صورة النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى النبي في المنام فقد رأى الحقيقة ، وقد رآه عليه الصلاة والسلام ، إذا رآه في صورته التي هي معروفة عند أهل العلم وهو عليه الصلاة والسلام ربعة من الرجال حسن الصورة أبيض مشرب بحمرة كث اللحية سوداء وفي آخر حياته حصل فيها شعرات قليلة من الشيب عليه الصلاة والسلام ، فمن رآه على صورته الحقيقية فقد رآه فإن الشيطان لا يتمثل به عليه الصلاة والسلام ، وأما الحديث الثاني : (( من رآني فقد حرمت عليه النار )) فهذا لا أصل له وليس بصحيح .
المصدر
حكم من يدعي أنه رأى الله في المنام
ما حكم من يدعي أنه قد رأى رب العزة في المنام؟ وهل كما يزعم البعض أن الإمام أحمد بن حنبل قد رأى رب العزة والجلال في المنام أكثر من مائة مرة؟
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أنه يرى الإنسان ربه في المنام، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[1]، فليس يشبهه شيء من مخلوقاته، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، فلا شبيه له ولا كفو له.
وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي، وكل ما كان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة، لكن على غير الكيفية التي يراها، أو الصفة التي يراها؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى.
ويمكن أن يسمع صوتا ويقال له كذا وافعل كذا، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام، من حديث معاذ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه، وجاء في عدة طرق أنه رأى ربه، وأنه سبحانه وتعالى وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه، وقد ألف في ذلك الحافظ ابن رجب رسالة سماها: اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى، وهذا يدل على أن الأنبياء قد يرون ربهم في النوم، فأما رؤية الرب في الدنيا بالعيان فلا.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت، أخرجه مسلم في صحيحه. ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال: ((رأيت نورا))، وفي لفظ: ((نور أنى أراه)) رواهما مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فأخبرت أنه لا يراه أحد في الدنيا؛ لأن رؤية الله في الجنة هي أعلى نعيم المؤمنين، فهي لا تحصل إلا لأهل الجنة ولأهل الإيمان في الدار الآخرة، وهكذا المؤمنون في موقف يوم القيامة، والدنيا دار الابتلاء والامتحان ودار الخبيثين والطيبين، فهي مشتركة فليست محلا للرؤية؛ لأن الرؤية أعظم نعيم للرائي فادخرها الله لعباده المؤمنين في دار الكرامة وفي يوم القيامة، وأما الرؤيا في النوم التي يدعيها الكثير من الناس فهي تختلف بحسب الرائي - كما قال شيخ الإسلام رحمه الله - بحسب صلاحهم وتقواهم؛ وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم، كما روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء، وقال أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف، فقال الشيخ عبد القادر: اخسأ يا عدو الله لست بربي؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين، أو كما قال رحمه الله، والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديث أبي ذر، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية قال له: لَنْ تَرَانِي[2] الآية، لكن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا، فلو رآه وقال له: لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف، أو قال: ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان، أو ما عليك بر والديك أو قال: لا حرج عليك في أن تأكل الربا... فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه. أما عن رؤية الإمام أحمد لربه لا أعرف صحتها، وقد قيل: إنه رأى ربه، ولكني لا أعلم صحة ذلك.
المصدر
رؤية النبي في المنام
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أنه قال: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة -أو كأنما رآني في اليقظة- لا يتمثل الشيطان بي)، متفق عليه، فهل يجوز للمؤمن الصالح إذا شاهد شيئاً من ذلك وصْفُه للمسلمين؟ جزاكم الله خيراً.
لا حرج في ذلك، الحديث صحيح، يقول: (فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي)، وهو شك من الراوي، هل قال: (فسيراني)، أو (فكأنما رآني)؟، والصواب: (فقد رآني) كما في الروايات الأخرى: (من رآني في المنام فقد رآني) يعني رآني على الحقيقة، (فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي)، أما (فسيراني) هذه فيها شك، ولو صحت لكان المعنى يرى في الآخرة، يعني إذا كان مؤمناً، وأما في الدنيا ما يراه في الدنيا؛ لأنه بعد الموت لا يعود إلى الدنيا عليه الصلاة والسلام، إنما يراه المؤمنون يوم القيامة وفي الآخرة عليه الصلاة والسلام، فرواية: (فسيراني) إما أنها غلط من بعض الرواة شك في الرواية، كما جاء في الحديث الشك، قال: (فقد رآني)، وإما أن يكون المراد (فسيراني) يعني في الآخرة، المؤمنون يرونه في الآخرة، فإذا مات على إيمان فهو يراه، وهذه بشارة أنه يموت على الإيمان لو صحت الرواية، حتى يرى النبي عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أنه إذا رآه على صورته فقد رآه، فإن الشيطان لا يتمثل به، وأما إذا رآه على غير صورته ما يكون رآه، لو رآه شايب، يعني لحيته بيضاء، أو رآه شاب ما له لحية، فما يكون رأى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول له لحية كثة ليس فيها إلا شعرات يسيرة من الشيب، فإذا رآه على صورته فإنه سيراه يوم القيامة وفي الجنة إن مات على الإسلام، أو فقد رآه في الحقيقة؛ لأن الشيطان لا يتمثل في صورته، وهذا يؤيد أن المراد (فقد رآني) وأن رواية (فسيراني) ضعيفة وأتى بها الراوي شكاً، والمحفوظ (فقد رآني)، يعني رأى الحقيقة.
المصدر