بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الآثار الواردة عن سلفنا الصالح فيما يخص الرد على أهل البدع والأهواء و التحذير من مخالطتهم و الإصغاء له.
بعض الآثار الواردة عن سلفنا الصالح فيما يخص الرد على أهل البدع والأهواء و التحذير من مخالطتهم و الإصغاء له.
v قال تعالى : ((وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيـات الله يكفربهاويستهزأ بهـا فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاًمثلهمإن الله جامـع المنافقـين والكافريـن في جهنم جميعاً)).
- قال ابنعون: "كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى – يرى أن أسرعالناسردة أهل الأهـواء، وكان يرى أن هذه الآية أنزلـت فيهم:((وإذا رأيت الذينيخوضون في آياتنافأعرض عنهم)) الإبانة لابن بطة ( 2/431).
- وقالالإمام محمد بن جرير الطبري في تفسيره : " وفي هذه الآيةالدلالةالواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من المبتدعةوالفسقةعند خوضهم في باطلهم "
- وقال ابن عباس - رضي الله عنهما :"لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب"الإبانة ( 2/438).
- عن أبي قلابة قال: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمنأن يغمسوكم فيضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون" سنن الدارمي (1/120)،شرحالسنة للالكائي (1/134)،والسنة لعبدالله بن أحمد (1/137)،والإبانةلابن بطة(2/435 ).
-عـنعمرو بن قيس الملائي قال: " لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك" الإبانة ( 2/436)
-قال إبراهيم النخعي: "لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تذهببنورالإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغضة في قلوبالمؤمنين "الإبانة ( 2/439)
-قـال مجاهـد: " لا تجالـس أهل الأهواء فإن لهم عرّة كعرة الجرب " الإبانة ( 2/441).
-قال إسماعيل بن عبيد الله: " لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك، ولا تجالس مفتوناً فإنه ملقّنحجتهالإبانة ( 2/443).
- قال مفضل بن مهلهل: " لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثكببدعتهحذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنّة في بدو مجلسه ثم يدخلعليـكبدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك الإبانة ( 2/444).
-عن هشام بن حسان قال: " كان الحسن ومحمد بن سيرين يقولان: لاتجالسواأصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم"طبقات ابن سعد (7/172)،وسنن الدارمي (1/121)،وشرح السنة للالكائي (1/133)، والإبانة لابن بطة(2/444)
-قال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: " أهلالبدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم"الإبانة ( 2/475).
-عن ثابت بن عجلان قال : " أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسنالبصريوسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووسومجاهدوعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمنوعطاءالخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وحمادومحمد بنسيرين وأبا عامر - وكان قد أدرك أبا بكر الصديق - ويزيد الرقاشيوسليمانبن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء " المعرفةوالتاريخ للفسوي ( 3/491-492 )، وشرح السنة للالكائي (1/133).
-قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فلا بد من التحذير منتلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم " مجموع الفتاوى ( 28/233 ).
-قال ابن الجوزي - رحمه الله":وقد كان الإمام أبوعبد الله أحمد بن حنبل لشدّة تمسكه بالسنّة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة منالأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة، وكلامه محمول على النصيحة للدين" مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص: 253).
ومما ذكره ابن الجوزري –رحمه الله - : عن أبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقانقال:" قال لي عمي أبو علي عبدالرحمن بن يحيى بنخاقان قال: أمر المتوكل بمسألة أحمد بن حنبل عمن يتقلدالقضاء؟فسألته. قال أبو مزاحم: فسألته أن يخرج إلي جوابه، فوجه إلي بنسخة فكتبها ثمعدت إلى عمي فأقرّ لي بصحة ما بعث به.
وهذهنسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم، نسخة الرقعة التي عرضتها على أحمد بنمحمد ابنحنبل بعد أن سألته عما فيها فأجابني عن ذلك بما قد كتبته، وأمر ابنهعبدالله أن يوقع بأسفلها بأمره، ما سألته أن يوقعفيها:
سألت أحمد بن حنبل عن أحمد بن رباح، فقال فيه: إنه جهميمعروف بذلك، وإنّهإن قلّد القضاء من أمور المسلمين كان فيه ضرر علىالمسلمين لما هو عليه منمذهبهوبدعته.
وسألته عن ابن الخلنجي، فقال فيه - أيضاً - مثل ما قــال فيأحمــد ابنرباح وذكر أنه جهمي معروف بذلك، وأنّه كان من شرهموأعظمهم ضرراً علىالناس.
وسألته عن شعيببن سهل، فقال فيه: جهمي معروف بذلك.
وسألته عن عبيدالله بن أحمد، فقال فيه: جهمي معروف بذلك.
وسألته عنالمعروف بأبي شعيب، فقال فيه: إنّه جهمي معروف بذلك.
وسألته عن محمدبن منصور قاضي الأهواز، فقال فيه: إنه كان مع ابن أبي دؤاد وفي ناحيته وأعماله، إلاأنه كان من أمثلهم ولا أعرف رأيه.
وسألته عن ابنعلي بن الجعد، فقال: كان معروفاً عند الناس بأنه جهمي مشهور بذلك، ثم بلغني عنهالآن أنه رجع عن ذلك. وسألته عن الفتح بن سهل صاحب مظالم محمد بن عبد اللهببغداد، فقال: جهميمعروف بذلك، من أصحاب بشر المريسي، وليس ينبغي أنيقلّد مثله شيئاً منأمور المسلمين لما في ذلك من الضرر.
وسألته عن ابن الثلجي، فقال: مبتدع صاحبهوى.
وسألته عن إبراهيم بن عتّاب، فقال: لا أعرفه إلا أنه كان منأصحاب بشرالمريسي، فينبغي أن يحذر ولا يقرّب، ولا يقلّد شيئاً من أمورالمسلمينوفي الجملة إن أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء منأمورالمسلمين؛ فإن في ذلك أعظم الضرر على الدين، مع ما عليه رأي أميرالمؤمنينأطال الله بقاءه من التمسك بالسنّة والمخالفة لأهـل البدع" مناقب الإمامأحمد لابن الجوزي ( ص : 251-252).
-قـال عليبن أبي خالد:" قلت لأحمد بن حنبل –رحمه الله -: إنّ هذا الشيخ–لشيـخ حضر معنا – هو جاري، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حارثا لقصير – يعني حارثاً المحاسبي – وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة،فقلتلي: لا تـجالسه، فما تقول فيه؟ فرأيت أحمد قد احمرّ لونه، وانتفخـتأوداجهوعيناه، وما رأيتـه هكـذا قط، ثم جعل ينتفض، ويقول:(( ذاك؟ فعل اللهبهوفعل، ليـس يعـرف ذاك إلا من خَبَره وعرفه، أوّيه، أوّيه، أوّيه،ذاك لايعرفـه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان،فأخرجهمإلى رأي جهم، هلكوا بسببه، فقال له الشيخ: يا أبا عبـد الله، يرويالحديث،ساكنٌ خاشعٌ، من قصته ومن قصته؟ فغضب أبو عبد الله، وجعـل يقول: لايغرّكخشوعه ولِينه، ويقول: لا تغتر بتنكيس رأسه، فإنه رجل سـوء ذاك لايعرفهإلا مـن خبره، لا تكلمـه، ولا كرامة لـه، كل من حدّث بأحاديث رسولالله–صلى الله عليه و سلم - وكان مبتدعاً تجلـس إليـه؟! لا، ولا كـرامةولانُعْمَى عـين، وجعل يقول: ذاك، ذاك" طبقاتالحنابلة ( 1/234).
-قال صالح بن أحمد: " جاء الحزامي إلى أبي وقدكان ذهب إلى ابن أبي دؤاد،فلما خرج إليه ورآه،أغلق الباب في وجهه ودخل" مناقب أحمد لابن الجوزي : 250
- قال عاصمالأحول: " جلست إلى قتـادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه،فقلت: لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعـض، فقال: يا أحول أولا تدري أنالرجل إذاابتدع فينبغي أن يُذكر حتى يُحذر. فجئت مغتمّاً فنمت فرأيت عمرو بنعبيديحك آية من المصحف، فقلت له: سبحان الله، قال: إني سأعيدها. فقلت: أعدهاقال: لا أستطيع " الميزان للذهبي ( 3/273).
-قال أبو صالح الفراء: " حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيعشيئاً من أمر الفتنفقال: ذاك يشبه أستاذه - يعني: الحسن بن حي-، فقلتليوسف: ما تخاف أن تكونهذه غيبة؟فقال: لم يا أحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهموأمهاتهم أنا أنهىالناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومنأطراهم كان أضر عليهم" السير ( 7/364 )، وتهذيب الكمال ( 6/182 )
و هنا بعض الآثار عنهم في حكمهم على شخص بإلحاقه بمن يحب و يماشي:
-قال الإمامأبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -: " ونحن الآن ذاكرونشرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذاتمسك به العبد ودانالله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها،وما إن خالفه أوشيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، منأهل البدع والزيـغ،مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعثالله نبيه - صلى اللهعليه و سلم - إلى وقتنا هذا..."
ومما ذكره في هذاالشرح: " ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإنأمكنك أن لا تقربه في جوارك. ومن السنة مجانبة كلمن اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه،والمقت له، وهجران منوالاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلكيظهر السنّة" الشرح والإبانة ( ص 282).
قال ابن مسعود – رضي الله عنه -: " إنما يماشي الرجل، ويصاحب من يحبه ومن هو مثله" الإبانة لابن بطة ( 2/476).
-قال أبو الدرداء : -رضي اللهعنه- : " من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومجلسه" الإبانة لابن بطة( 2/464).
-عن معاذ بن معاذ قال: " قلت ليحيى بن سعيد: يا أبا سعيد الرجل وإنكتمرأيه لم يخف ذاك في ابنه ولا صديقه ولا جليسه" الإبانة ( 2/479).
-قال قتادة: "إنا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثلهوشكلهفصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم" الإبانة ( 2/480 )
-عن عقبة بن علقمة قال: " كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجليجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لاتذكروهم،قال: يقول أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قولأرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذابلغته فقال: صدق أرطأة والقول ما قال، هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذالميشد بذكرهم" تاريخ دمشق ( 8/15)
-قال الأوزاعي - رحمه الله -: " من ستر علينا بدعته لمتَخْفَ علينا أُلفته" الإبانة لابن بطة ( 2/479 )، وشرحالسنة للالكائي (1/137).
-قال محمد بن عبيد الغلابي: " يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة" المرجع السابق
-قال الإمام أحمد – رحمه الله -: " إذا سلّمالرجل على المبتدع فهو يحبه " طبقات الحنابلة (1/196)
-قالأبو داود السجستاني – رحمه الله -: " قلت لأبي عبد الله أحمدبن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أوتُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابنمسعود: المرء بخدنه" طبقاتالحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابنالجوزي ( ص : 250.
ومستندهم في ذلك ما جاء في حديث عائشة ـ رضي الله عنها –قالت: قـال رسول - صلى الله عليه وسلم -: ((الأرواح جنود مجنّدة ؛ فما تعارف منهاائتلف، وما تناكر منهااختلف)). رواه البخاري حديث ( 3336)، ومسلم .
- قال ابنعون: "كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى – يرى أن أسرعالناسردة أهل الأهـواء، وكان يرى أن هذه الآية أنزلـت فيهم:((وإذا رأيت الذينيخوضون في آياتنافأعرض عنهم)) الإبانة لابن بطة ( 2/431).
- وقالالإمام محمد بن جرير الطبري في تفسيره : " وفي هذه الآيةالدلالةالواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من المبتدعةوالفسقةعند خوضهم في باطلهم "
- وقال ابن عباس - رضي الله عنهما :"لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب"الإبانة ( 2/438).
- عن أبي قلابة قال: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمنأن يغمسوكم فيضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون" سنن الدارمي (1/120)،شرحالسنة للالكائي (1/134)،والسنة لعبدالله بن أحمد (1/137)،والإبانةلابن بطة(2/435 ).
-عـنعمرو بن قيس الملائي قال: " لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك" الإبانة ( 2/436)
-قال إبراهيم النخعي: "لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تذهببنورالإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغضة في قلوبالمؤمنين "الإبانة ( 2/439)
-قـال مجاهـد: " لا تجالـس أهل الأهواء فإن لهم عرّة كعرة الجرب " الإبانة ( 2/441).
-قال إسماعيل بن عبيد الله: " لا تجالس ذا بدعة فيمرض قلبك، ولا تجالس مفتوناً فإنه ملقّنحجتهالإبانة ( 2/443).
- قال مفضل بن مهلهل: " لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثكببدعتهحذرته وفررت منه، ولكنه يحدثك بأحاديث السنّة في بدو مجلسه ثم يدخلعليـكبدعته فلعلها تلزم قلبك فمتى تخرج من قلبك الإبانة ( 2/444).
-عن هشام بن حسان قال: " كان الحسن ومحمد بن سيرين يقولان: لاتجالسواأصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم"طبقات ابن سعد (7/172)،وسنن الدارمي (1/121)،وشرح السنة للالكائي (1/133)، والإبانة لابن بطة(2/444)
-قال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: " أهلالبدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم"الإبانة ( 2/475).
-عن ثابت بن عجلان قال : " أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسنالبصريوسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووسومجاهدوعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمنوعطاءالخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وحمادومحمد بنسيرين وأبا عامر - وكان قد أدرك أبا بكر الصديق - ويزيد الرقاشيوسليمانبن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء " المعرفةوالتاريخ للفسوي ( 3/491-492 )، وشرح السنة للالكائي (1/133).
-قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فلا بد من التحذير منتلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم " مجموع الفتاوى ( 28/233 ).
-قال ابن الجوزي - رحمه الله":وقد كان الإمام أبوعبد الله أحمد بن حنبل لشدّة تمسكه بالسنّة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة منالأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة، وكلامه محمول على النصيحة للدين" مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ( ص: 253).
ومما ذكره ابن الجوزري –رحمه الله - : عن أبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقانقال:" قال لي عمي أبو علي عبدالرحمن بن يحيى بنخاقان قال: أمر المتوكل بمسألة أحمد بن حنبل عمن يتقلدالقضاء؟فسألته. قال أبو مزاحم: فسألته أن يخرج إلي جوابه، فوجه إلي بنسخة فكتبها ثمعدت إلى عمي فأقرّ لي بصحة ما بعث به.
وهذهنسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم، نسخة الرقعة التي عرضتها على أحمد بنمحمد ابنحنبل بعد أن سألته عما فيها فأجابني عن ذلك بما قد كتبته، وأمر ابنهعبدالله أن يوقع بأسفلها بأمره، ما سألته أن يوقعفيها:
سألت أحمد بن حنبل عن أحمد بن رباح، فقال فيه: إنه جهميمعروف بذلك، وإنّهإن قلّد القضاء من أمور المسلمين كان فيه ضرر علىالمسلمين لما هو عليه منمذهبهوبدعته.
وسألته عن ابن الخلنجي، فقال فيه - أيضاً - مثل ما قــال فيأحمــد ابنرباح وذكر أنه جهمي معروف بذلك، وأنّه كان من شرهموأعظمهم ضرراً علىالناس.
وسألته عن شعيببن سهل، فقال فيه: جهمي معروف بذلك.
وسألته عن عبيدالله بن أحمد، فقال فيه: جهمي معروف بذلك.
وسألته عنالمعروف بأبي شعيب، فقال فيه: إنّه جهمي معروف بذلك.
وسألته عن محمدبن منصور قاضي الأهواز، فقال فيه: إنه كان مع ابن أبي دؤاد وفي ناحيته وأعماله، إلاأنه كان من أمثلهم ولا أعرف رأيه.
وسألته عن ابنعلي بن الجعد، فقال: كان معروفاً عند الناس بأنه جهمي مشهور بذلك، ثم بلغني عنهالآن أنه رجع عن ذلك. وسألته عن الفتح بن سهل صاحب مظالم محمد بن عبد اللهببغداد، فقال: جهميمعروف بذلك، من أصحاب بشر المريسي، وليس ينبغي أنيقلّد مثله شيئاً منأمور المسلمين لما في ذلك من الضرر.
وسألته عن ابن الثلجي، فقال: مبتدع صاحبهوى.
وسألته عن إبراهيم بن عتّاب، فقال: لا أعرفه إلا أنه كان منأصحاب بشرالمريسي، فينبغي أن يحذر ولا يقرّب، ولا يقلّد شيئاً من أمورالمسلمينوفي الجملة إن أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء منأمورالمسلمين؛ فإن في ذلك أعظم الضرر على الدين، مع ما عليه رأي أميرالمؤمنينأطال الله بقاءه من التمسك بالسنّة والمخالفة لأهـل البدع" مناقب الإمامأحمد لابن الجوزي ( ص : 251-252).
-قـال عليبن أبي خالد:" قلت لأحمد بن حنبل –رحمه الله -: إنّ هذا الشيخ–لشيـخ حضر معنا – هو جاري، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حارثا لقصير – يعني حارثاً المحاسبي – وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة،فقلتلي: لا تـجالسه، فما تقول فيه؟ فرأيت أحمد قد احمرّ لونه، وانتفخـتأوداجهوعيناه، وما رأيتـه هكـذا قط، ثم جعل ينتفض، ويقول:(( ذاك؟ فعل اللهبهوفعل، ليـس يعـرف ذاك إلا من خَبَره وعرفه، أوّيه، أوّيه، أوّيه،ذاك لايعرفـه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان،فأخرجهمإلى رأي جهم، هلكوا بسببه، فقال له الشيخ: يا أبا عبـد الله، يرويالحديث،ساكنٌ خاشعٌ، من قصته ومن قصته؟ فغضب أبو عبد الله، وجعـل يقول: لايغرّكخشوعه ولِينه، ويقول: لا تغتر بتنكيس رأسه، فإنه رجل سـوء ذاك لايعرفهإلا مـن خبره، لا تكلمـه، ولا كرامة لـه، كل من حدّث بأحاديث رسولالله–صلى الله عليه و سلم - وكان مبتدعاً تجلـس إليـه؟! لا، ولا كـرامةولانُعْمَى عـين، وجعل يقول: ذاك، ذاك" طبقاتالحنابلة ( 1/234).
-قال صالح بن أحمد: " جاء الحزامي إلى أبي وقدكان ذهب إلى ابن أبي دؤاد،فلما خرج إليه ورآه،أغلق الباب في وجهه ودخل" مناقب أحمد لابن الجوزي : 250
- قال عاصمالأحول: " جلست إلى قتـادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه،فقلت: لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعـض، فقال: يا أحول أولا تدري أنالرجل إذاابتدع فينبغي أن يُذكر حتى يُحذر. فجئت مغتمّاً فنمت فرأيت عمرو بنعبيديحك آية من المصحف، فقلت له: سبحان الله، قال: إني سأعيدها. فقلت: أعدهاقال: لا أستطيع " الميزان للذهبي ( 3/273).
-قال أبو صالح الفراء: " حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيعشيئاً من أمر الفتنفقال: ذاك يشبه أستاذه - يعني: الحسن بن حي-، فقلتليوسف: ما تخاف أن تكونهذه غيبة؟فقال: لم يا أحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهموأمهاتهم أنا أنهىالناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومنأطراهم كان أضر عليهم" السير ( 7/364 )، وتهذيب الكمال ( 6/182 )
و هنا بعض الآثار عنهم في حكمهم على شخص بإلحاقه بمن يحب و يماشي:
-قال الإمامأبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -: " ونحن الآن ذاكرونشرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذاتمسك به العبد ودانالله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها،وما إن خالفه أوشيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، منأهل البدع والزيـغ،مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعثالله نبيه - صلى اللهعليه و سلم - إلى وقتنا هذا..."
ومما ذكره في هذاالشرح: " ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإنأمكنك أن لا تقربه في جوارك. ومن السنة مجانبة كلمن اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه،والمقت له، وهجران منوالاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلكيظهر السنّة" الشرح والإبانة ( ص 282).
قال ابن مسعود – رضي الله عنه -: " إنما يماشي الرجل، ويصاحب من يحبه ومن هو مثله" الإبانة لابن بطة ( 2/476).
-قال أبو الدرداء : -رضي اللهعنه- : " من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومجلسه" الإبانة لابن بطة( 2/464).
-عن معاذ بن معاذ قال: " قلت ليحيى بن سعيد: يا أبا سعيد الرجل وإنكتمرأيه لم يخف ذاك في ابنه ولا صديقه ولا جليسه" الإبانة ( 2/479).
-قال قتادة: "إنا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثلهوشكلهفصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم" الإبانة ( 2/480 )
-عن عقبة بن علقمة قال: " كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجليجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لاتذكروهم،قال: يقول أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قولأرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذابلغته فقال: صدق أرطأة والقول ما قال، هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذالميشد بذكرهم" تاريخ دمشق ( 8/15)
-قال الأوزاعي - رحمه الله -: " من ستر علينا بدعته لمتَخْفَ علينا أُلفته" الإبانة لابن بطة ( 2/479 )، وشرحالسنة للالكائي (1/137).
-قال محمد بن عبيد الغلابي: " يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة" المرجع السابق
-قال الإمام أحمد – رحمه الله -: " إذا سلّمالرجل على المبتدع فهو يحبه " طبقات الحنابلة (1/196)
-قالأبو داود السجستاني – رحمه الله -: " قلت لأبي عبد الله أحمدبن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أوتُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابنمسعود: المرء بخدنه" طبقاتالحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابنالجوزي ( ص : 250.
ومستندهم في ذلك ما جاء في حديث عائشة ـ رضي الله عنها –قالت: قـال رسول - صلى الله عليه وسلم -: ((الأرواح جنود مجنّدة ؛ فما تعارف منهاائتلف، وما تناكر منهااختلف)). رواه البخاري حديث ( 3336)، ومسلم .
كتاب
"إجماع العلماء على هجر أهل البدع و الأهواء"
للشيخ خالد بن ظحويالظفيري( حفظه الله)
-وفقه الله للمزيد -
"إجماع العلماء على هجر أهل البدع و الأهواء"
للشيخ خالد بن ظحويالظفيري( حفظه الله)
-وفقه الله للمزيد -