هذا جهد مقلّ في فضح حقيقة الفرقة القاديانية الضالة التي كفّرها أهل العلم وحذّروا من شرّها نرجو تحميله و نشره بين الناس .
بسم الله الرحمان الرحيم
هذه هي فرقة القاديانية فاعرفوها و غيرَكم عرّفوها ليَحذَروا منها و يُحذًّروها
بسم الله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده أما بعد
فرقة القاديانية فرقة ضالة منغمسة في شتى أنواع الشركيات الظاهرة و الباطنة مما لايخفى ضلاله على البسطاء من المسلمين علما فضلا عن غيرهم و لكن للأسف وجدت هذه الدعوة الكافرة لها مكانا و مرتعا بين المسلمين الأعاجم أولا برعاية و دعم من الأنجليز و عملائهم بالهند و باكستان ثم و للأسف وجدت من يتقبّلها حتّى عند العرب من الجهلة و أصحاب الشهوات الذين تتقلّب قلوبهم مع الدرهم و الدينار فما بالك بالدولار ؟؟؟ و بفعل المساندة غير المحدودوة من قوى الشر الصهيونية التي لا تبخل بمال و لاغيره افتتحت لهم قنوات إعلامية تلفزيونية ظاهرة و متخفية و قد كثرت التساءلات في المدة الأخيرة عنها و عن ضلالاتها نضرا لوجود متأثرين بها في الجزائر و غيرها من البلاد العربية و أظنهم ما يزالون في مرحلة التقية يبثون سمومهم في الخفاء فكما يقول المثل - ليس هناك دخان بلا نار- فوجب كشف حقيقتهم من جديد و نشر فتاوى أهل العلم في تكفيرهم و التحذير منهم و بين يديها أقدّم بهذا المقال القيم عن هذه الفرقة المارقة نشر ب :
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - (ج 8 / ص 181)
القاديَانيَّة
بقلم الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
المدرس في كلية الشريعة في الجامعة
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد: فإن القاديانية ( ويقال لها كذلك الأحمدية ) فرقة حديثة العهد نشأت في بلاد الهند في فترة اندفع فيها المسلمون في شبه هذه القارة ليطردوا عن بلادهم (كابوس ) الاحتلال الإنجليزي الجاثم آنذاك على صدورهم، وعندئذ رأى المحتلون أن أنجع الوسائل لتفريق كلمة المسلمين وإطفاء جذوة صدورهم، الإيحاء إلى رجل يقال له: غلام أحمد القادياني المنتمي في الأصل إلى أسرة تنتمي إلى الإسلام، ليعلن ديناً جديداً، يفارق به إجماع المسلمين، وينقض به أصول الإسلام، وينكر ما علم بالضرورة أنه من هذا الدين، فزعم أن الوحي لم ينقطع، وأنّه مرسل من الله لإلغاء الجهاد ووجوب مسالمة المحتلين الإنجليز، وأنهم رحمة الله التي بعثها إلى أرض الهند.
من هو غلام أحمد؟
يعرف هذا الغلام نفسه في ص72 من كتابه ( الاستفتاء ) المطبوع بمطبعة النصرة بربوة بباكستان سنة 1378ه فيقول: "إني أنا المسمى بغلام أحمد بن ميرزا مرتضى"، ثم يقول في نفس الصفحة: "وسمعت من أبي أن آبائي كانوا من الجرثومة المغولية، ولكن الله أوحى إليّ أنهم كانوا من بني فارس لا من الأقوام التركية". ثم يتناقض الغلام مع نفسه فيعلن دون حياء أو خجل من تناقض وحيه الشيطاني في ركاكة اللفظ ويقول في نفس الصفحة: "ومع ذلك أخبرني ربي بأن بعض أمهاتي كنّ من بني الفاطمة )
....وقد ولد غلام أحمد هذا في قرية قاديان إحدى قرى البنجاب الهندية عام 1835م أو عام 1839م أو عام 1840م وقد بدأ شبابه بقراءة قليل من الفارسية ونبذ في النحو والصرف غير أن الأمراض التي لازمته منذ طفولته - ومنها الماليخوليا ( نوع من الجنون ) كما تقول دائرة المعارف القاديانية - لم تمكنه هذه الأمراض من متابعة دراسته.
وقد انتقل في صدر شبابه إلى سيالكوت واضطر إلى العمل فجلس أمام إحدى المحاكم ليكتب للعوام صور الادعاءات في نظير أجر زهيد يساوي خمس عشرة روبية في الشهر وذلك في عام 1864م وفي أثناء إقامته بسيالكوت اتصل به رجل من كبار المنحرفين يقال له: نور الدين البهيروي المولود في بهيرة من مديرية شاه بور المعروفة الآن باسم ( سركودها )، في غرب باكستان بالبنجاب. وقد درس الطب القديم في لكنهؤ على يد الحكيم علي حسن وعين طبيباً خاصاً في ولاية ( جمون ) بمنطقة كشمير الجنوبية ثم عزل عن الوظيفة عام 1892م، وقد توثقت عرى الصداقة بينه وبين غلام أحمد وأغراه بدعوى أنه مجدد وأنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود فبدأ الغلام يؤلف كتاباً سمّاه ( براهين أحمدية ) وبدأ نور الدين هذا يؤلف كتاباً سمّاه ( تصديق براهين أحمدية ) ثم أخذ يغريه بدعوى النبوة فذكر في كتاب (سيرة المهدي) ص99 أنه قال آنذاك: "لو ادّعى هذا الرجل يعني الغلام أنه نبي صاحب شريعة ونسخ شريعة القرآن لما أنكرت عليه". )
..ولما انتقل الغلام إلى قاديان لحق به هذا الرجل وصار فيما يبدو للناس أكبر أتباع الغلام. وكان الغلام قد بدأ دعواه بأنه مجدد ثم زعم للناس أنه المهدي المنتظر ثم أوعز إليه الطبيب نور الدين أن يدعي أنه المسيح الموعود فأعلن الغلام عام 1891م أنه المسيح الموعود "لقد أرسلت كما أرسل الرجل ( المسيح ) بعد كليم الله موسى فلما جاء الكليم الثاني محمد كان لابدّ أن يكون بعد هذا النبي الذي هو في تصرفاته مثل الكليم من يرث قوة مثيل المسيح وطبعه وخاصيته، ويكون نزوله في مدة تقارب المدة التي كانت بين الكليم الأول والمسيح ابن مريم" يعني القرن الرابع عشر الهجري.
وقد دس له نور الدين - كما صرح بذلك غلام أحمد في ( إزالة أوهام ) بصفحة 100 - أن دمشق التي ينزل فيها المسيح ليست هي دمشق المعروفة ولكن المراد بدمشق قرية يسكنها رجال طبيعتهم يزيدية وأن كلمة دمشق استعارة.
ثم يقول إن قرية قاديان شبيهة بدمشق فأنزلني لأمر عظيم في دمشق هذه ( يعني قاديان ) بطرف شرقي عند المنارة البيضاء من المسجد الذي من دخله كان آمناً. يعني الذي بناه بقاديان ليحج إليه أتباعه المرتدون عن الإسلام مضاهاة للمسجد الحرام وقد جعل عنده منارة بيضاء ليضلل الناس أنها التي سينزل عليها المسيح يعني نفسه. وقد عين الغلام رجلاً يقال له عبد الكريم ليكون إماماً لمسجده هذا وكان هذا الرجل أحد جناحيه كما كان عبد الحكيم نور الدين الجناح الآخر.
وفي سنة 1900 ألقى عبد الكريم خطبة الجمعة وذكر فيها - والغلام حاضر - أن الميرزا غلام أحمد مرسل من الله والإيمان به واجب. )
..وقد أثارت هذه الخطبة جدالاً ونقاشاً بين أتباع الغلام الذين كانوا يعتقدون أنه مجدد ومهدي معهود ومسيح موعود.فلما أنكروا عليه ألقى خطبة أخرى في الجمعة الثانية والتفت إلى الغلام وقال: "أنا أعتقد أنك نبي و رسول فإن كنت مخطئاً فنبهني على ذلك"، ولما انتهوا من الصلاة وهمّ الغلام بالانصراف أمسك به عبد الكريم فقال الغلام:"هذا الذي أدين به وأدعيه"، ثم انصرف إلى بيته فوقع هياج بين عبد الكريم وبين بعض الرجال وارتفعت أصواتهم فخرج الغلام من بيته وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيّ} .
ومن ذلك التاريخ أخذ الغلام يدعي أن باب النبوة لا يزال مفتوحاً ويقول الغلام نفسه في صفحة 14 من ( رسالة التعليم ) طبع الربوة سنة 1386 هـ "ولا تحسبن أن الوحي كان فيما مضى ولم يعد له وجود في هذه الأيام، وأن روح القدس كان ينزل فيما مضى، وليس له أن ينزل الآن، الحق والحق أقول: إن كل باب يمكن أن ينسد، لكن باب روح القدس سيضل مفتوحاً إلى الأبد".
ويقول في صفحة 9 من ( رسالة التعليم ): "إنه لا إله إلا هو الذي أوحى إلي، وأرى لأجلي آيات عظيمة، والذي جعلني المسيح الموعود لهذا العصر، لا إله إلا هو لا في السماء ولا في الأرض، وإن الذي لا يؤمن به سيلقى الشقاء والحرمان، إننا تلقينا منه وحياً هو أجلى من الشمس وأظهر".
ثم يزداد في ضلالته وتبجحه وجهله وإفكه فيقول في ص 12 من كتابه ( الاستفتاء ) طبع الربوة سنة 1378 هـ "إني مرسل من الله"ويقول في ص 17:"سماني الله نبيا"ويقول في ص 20: "بعثني الله على رأس المائة لأجدد الدين وأنور وجه الملة"ثم يقول "وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود".)
ثم ازداد غروراً وضلالاً فادعى أنه أفضل من بعض الرسل ويدس دسيسة نصرانية فيدعي أن لله ولداً وأنه هو نفسه أفضل من هذا الولد فيقول في ص 82 من ( الاستفتاء ) "أنت مني بمنزلة توحيدي وتفريدي فحان أن تعان وتعرف بين الناس، أنت مني بمنزلة عرشي، أنت مني بمنزلة ولدي، أنت مني بمنزلة لا يعلمها الخلق . ."
وقد نسي هذا الأفاك أو تناسى قوله عز و جل: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}. وقوله عز وجل: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً. تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً. أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً. وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً. إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً. لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً. وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} .
ويقول ابنه بشير أحمد الخليفة الثاني للقاديانيين في كتاب حقيقة النبوة ص 257: "إن غلام أحمد أفضل من بعض أولى العزم من الرسل"وفي صحيفة ( الفضل ) لسان حال القاديانين في المجلد الرابع عشر المؤرخ في 29 من ابريل سنة 1927 م "أنه كان أفضل من كثير من الأنبياء ويمكن أن يكون أفضل من جميع الأنبياء".
ولم يبال هذا الغلام المفتون، ولا تلاميذه المغرورون بالقرآن ولا بالسنة ولا بإجماع الأمة القاطعة بأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين ولا نبي بعده فإن الله تبارك وتعالى يقول: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وأنه لا نبي بعدي" كما روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟" قال: "فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين" وفي رواية مسلم من حديث جابر رضي الله عنه "فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء" وقد انعقد إجماع المسلمين على ذلك وأصبح من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة وأن من ادعى هذا المقام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر كذاب أفاك دجال وضال مضل. وبالرغم من أن دائرة المعارف القاديانية نصّت على أن هذا الغلام كان مصاباً بالماليخوليا (نوع من الجنون) فإن شواهد الحال من تناقضه تنبئ بذلك فهو ينكر نزول المسيح عليه السلام أحياناً ويثبته أحياناً ويؤوله أحياناً وينكر رفع المسيح أحياناً ويثبته أحياناً ويؤوله أحياناً فهو يقول في ص 47 ( مكتوب أحمد ) "وقد سمعتم أنا قائلون بنزول المسيح والمقرون به بالبيان الصريح وأنه حق واجب" ويقول في ص 11 من كتاب ( حمامة البشرى ): "وكنت أظن بعد هذه التسمية أن المسيح الموعود خارج وما كنت أظن أنه أنا حتى ظهر السر الخفي. ."ويقول في ص 41 من هذا الكتاب: "وقالوا: إن المسيح ينزل من السماء ويقتل الدجال ويحارب النصارى فهذه الآراء كلها قد نشأت من سوء الفهم وقلة التدبر في كلمات خاتم النبيين".
وقد خلط كذلك فزعم أن الملائكة جوارح الله تعالى الله عما يقول هذا الأفاك علواً كبيراً. فهو يقول في ص 98 من حمامة البشرى: "وانظر إلى الملائكة كيف جعلهم الله كجوارحه"ويقول هذا الأفاك في ص 34 من تحفة بغداد: "وإنا نؤمن بملائكة الله ومقاماتهم وصفوفهم ونؤمن أن نزولهم كنزول الأنوار لا كترحيل الإنسان من الديار إلى الديار ولا يبرحون مقاماتهم".
هذا ومما يكشف طبيعة هذا الضال ويبين أسباب ادعاءاته وافتراءاته أن الإنجليز كانوا وراء دعوته للعمل على تفريق كلمة المسلمين وإلغاء الجهاد الذي يراه أعداء الإسلام حجر عثرة في سبيل أطماعهم وأهدافهم. فهو يقول في ص 15 من كتاب ( ترياق القلوب ): "لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها، وقد ألفت في منع الجهاد، ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة".
ويقول في ملحق كتاب ( شهادة القرآن ) ص 10 الطبقة السادسة: "لقد ظللت منذ حداثة سني - وقد ناهزت اليوم الستين - أجاهد بلساني وقلمي لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية، والنصح لها والعطف عليها، وأنفي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهالهم، والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة".
ويقول في ص123 ج1 من نصيحته المندرجة في تبليغ الرسالة: "ففكروا قليلاً أي أرض في الدنيا تؤويكم إن فارقتم ظل هذه الحكومة، اذكروا لي حكومة واحدة تقبلكم في كنفها، إن كل حكومة من الحكومات الإسلامية تعض عليكم الأنامل من الغيظ، وتتربص بكم الدوائر، وتتحين الفرص لقتلكم، لأنكم قد أصبحتم في نظرها كفاراً ومرتدين، فاعرفوا لهذه النعمة الإلهية ( نعمة وجود الحكومة البريطانية ) قدرها، واعلموا علم اليقين أن الله تعالى لم يقم الحكومة الإنجليزية في هذه البلاد إلا لخيركم وصالحكم، فإن حلت بهذه الحكومة آفة من الآفات، فستبيدكم هذه الآفة أنتم أيضاً، وإذا أردتم برهاناً على ما أقول فاستظلوا بحكم غيرها وعندئذ ستعلمون ما ينزل بكم، ألا إن الحكومة البريطانية رحمة لكم وبركة، وهي الحصن الذي أقامه الله لوقايتكم فاعرفوا قدرها من أعماق قلوبكم ومهجكم، والإنجليز خير لكم ألف مرة من هؤلاء المسلمين، الذين يخالفونكم لأنهم لا يريدون إذلالكم ولا يرون وجوب قتلكم".
وقد تجاهل هذا الغلام آيات الجهاد في كتاب الله عز وجل كما تجاهل ما تواتر من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجهاد وفضله وما ثبت أنه ماض إلى يوم القيامة.
وقد قام علماء الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها بإعلان كفر القاديانيين وقال الدكتور إقبال في رسالة وجهها إلى كبرى صحف الهند الإنجليزية: "إن القاديانية محاولة منظمة لتأسيس طائفة جديدة على أساس نبوة منافسة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم"وقد ذكرت جريدة الفضل الناطقة بلسان القاديانيين في عددها الصادر في 30 يوليه سنة 1931م بأن غلام أحمد قال: "إننا نخالف المسلمين في كل شيء: في الله، وفي الرسول، وفي القرآن، وفي الصلاة، وفي الصوم، وفي الحج، و الزكاة، وبيننا وبينهم خلاف جوهري في كل ذلك".
وبهذا يتقرر بما لا مجال للشك فيه أن القاديانية مرتدون خارجون عن دين الإسلام.. ا هـ
أخي و هاك الآن فتاوى أهل العلم في تكفير هذه الفرقة الضالة صنيعة الأنجليز
أولا :اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 18 / ص 446)
الفتوى رقم ( 9542 )
س: هناك فرقة في باكستان تعرف بالقاديانية لا تعترف بختم نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل تعتقد بنبوة مرزا غلام أحمد قادياني وبناء على ذلك لقد أعلنت الحكومة الباكستانية بأن هذه الفرقة فرقة غير مسلمة، كما أصدرت أيضا المحكمة القضائية الشرعية بباكستان قرارا يقضي بإدانة هذه الفرقة بأنها غير مسلمة.
فالسؤال: 1- هل يجوز الزواج بين فتاة قاديانية وشاب مسلم؟
(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 312)
2 - إذا تم الزواج فماذا يكون وضعه القانوني في الشرع؟ 3- ما هو الوضع الشرعي للمولود من هذا الزواج؟ 4- الذين يعلمون إن فلانا من القاديانية ثم يحضرون في زواجه أو يكونون شهداء أو وكلاء في الزواج فما الحكم عليهم؟
ج: أولا: لا يجوز أن يتزوج شاب مسلم فتاة تدين بالديانة القاديانية المعروفة؛ لكونها كافرة غير يهودية ولا نصرانية، للمقتضيات التي بني عليها الحكم بكفر القاديانيين ثانيا: إذا وقع ذلك وجب فسخ العقد عن طريق ولي الأمر العام المسلم أو نائبه. ثالثا: يلحق ولدهما من هذا الزواج بالأب إذا كان الزوج جاهلا بالحكم؛ لنشوئه عن نكاح فيه شبهة. رابعا: من علم أمرهما لا يجوز أن يحضر زواجهما، أو يكون وكيلا أو شاهدا فيه، بل يجب عليه إنكار ذلك، والإرشاد إلى الصواب؛ لقوله تعالى: سورة المائدة الآية 2 وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 313)
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 312)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 1615 ) :
س3: ما حكم الدين الجديد وأتباعه؛ يعني دينا يقال له: الأحمدية، يحذروا دواعيه الناس بالاحتفاظ سواء بشيء من آيات قرآنية أو من أسماء الله ويحرمون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأين منشأ هذا الدين ومتى، وما الحكم فيمن يرغبون عنه؟
ج3: لقد صدر الحكم من حكومة الباكستان على هذه الفرقة بأنها خارجة عن الإسلام، وكذلك صدر من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة الحكم عليها بذلك، ومن مؤتمر المنظمات الإسلامية المنعقد في الرابطة في عام 1394هـ، وقد نشر رسالة توضح مبدأ هده الطائفة وكيف نشأت ومتى إلى غير ذلك مما يوضح حقيقتها.
والخلاصة: أنها طائفة تدعي أن مرزا غلام أحمد الهندي نبي يوحى إليه وأنه لا يصح إسلام أحد حتى يؤمن به، وهو من مواليد القرن الثالث عشر، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه الكريم أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين ، وأجمع علماء المسلمين على ذلك، فمن ادعى أنه يوجد بعده نبي يوحى إليه من
الله عز وجل فهو كافر لكونه مكذبا بكتاب الله عز وجل، ومكذبا للأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدالة على أنه خاتم النبيين، ومخالفا لإجماع الأمة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتوى رقم ( 4317 ) :
س: أرجو التكرم ببيان حكم الإسلام في جماعة القاديانية ونبيهم المزعوم غلام أحمد القادياني ، كما أرجو التفضل بإرسال أي من الكتب التي تبحث في هذه الجماعة حيث إنني من المهتمين بدراستها.
ج: ختمت النبوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده؛ لثبوت ذلك بالكتاب والسنة، فمن ادعى النبوة بعد ذلك فهو كذاب، ومن أولئك غلام أحمد القادياني ، فدعواه النبوة لنفسه كذب، وما زعمه القاديانيون من نبوته فهو زعم كاذب.
وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة باعتبار القاديانيين فرقة كافرة من أجل ذلك.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 8536 ) :
س3: ما الفرق بين المسلمين والأحمديين ؟
ج3: الفرق بينهما: أن المسلمين هم الذين يعبدون الله وحده ويتبعون رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بأنه خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، أما الأحمديون الذين هم أتباع مرزا غلام أحمد ، فهم كفار ليسوا مسلمين؛ لأنهم يزعمون أن مرزا غلام أحمد نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ومن اعتقد هذه العقيدة فهو كافر عند جميع علماء المسلمين؛ لقول الله سبحانه: سورة الأحزاب الآية 40 مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ولما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الإمام أحمد (2 / 398، 412) و(3 / 79، 24 و(4 / 81، 84، 127، 12 و(5 / 27، والبخاري [فتح الباري] برقم (3535)، ومسلم (2286، 2287)، وأبو داود برقم (4252). أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
و هذه أهم شبههم ترد عليها اللجنة الدائمة
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 3 / ص 47
/200
س7: مع هذه المسألة نصوص يستدل بها القاديانيون على موت عيسى ودفنه أرجو بيان تلك النصوص للرد عليهم؟ الآية الأولى: قوله تعالى: سورة المائدة الآية 75 مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَام الآية
ج7 القصد من هذه الآية الرد على من قال سورة المائدة الآية 17 إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ومن قالوا: سورة المائدة الآية 73 إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ومن قال إنه ابن الله - ببيان أن عيسى المسيح عليه السلام ليس ربا ولا إلها يعبد، بل رسول كرمه الله بالرسالة، شأنه شأن الرسل الذين مضوا من قبله أجله محدود لكن لم تبين هذه الآية متى يموت، وقد بينت الأدلة الماضية من الكتاب والسنة أنه رفع حيا، وأنه سينزل حكما عدلا، ثم يموت بعد نزوله آخر الزمان وحكمه بين الناس، ثم ذكر تعالى أن عيسى وأمه عليهما السلام كان يأكلان الطعام فدل بذلك على أنهما ليسا إلهين مع الله لحاجتهما إلى ما يحفظ عليهما حياتهما من الطعام، والله تعالى فرد صمد له الغنى المطلق يحتاج إليه كل ما عداه ولا يحتاج هو إلى أحد سواه، يؤيد أن المراد بالآية هو ما ذكر سابقها ولاحقها من الآيات، فقد سبقها آية سورة المائدة الآية 17 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وآية: سورة المائدة الآية 73 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وقد ذكر بعدهما النهي عن الغلو في الدين وإنكار عبادة غير الله ولعن من فعل ذلك أو سكت عنه ولم ينكره، ويوضح ذلك أيضا قوله تعالى في سورة
الأنعام سورة الأنعام الآية 14 قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ الآية. الآية الثانية: قوله تعالى: سورة الفرقان الآية 20 وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ الآية
ج القصد من الآية الرد على من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم لزعمه أن الرسول إنما يكون من الملائكة لا من البشر، فرد الله عليهم زعمهم ببيان أن سننه سبحانه في إرسال رسل إلى البشر أن يصطفيهم من البشر، وأنهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق شأنهم في ذلك شأن البشر، وليس في الآية تحديد لأجل عيسى عليه السلام، وقد بينت الآيات الأخرى والأحاديث رفعه حيا ثم نزوله وحكمه بعد نزوله آخر الزمان ثم موته كما تقدم
الآية الثالثة قوله تعالى سورة الأنبياء الآية 8 وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ
ج: ليس في هذه الآية أي دلالة على موت عيسى عليه السلام حينما تآمر اليهود على قتله وصلبه، وإنما فيها الدلالة على أن الأنبياء والمرسلين ومنهم عيسى ليسوا أجسادا لا تأكل، بل يأكلون كما يأكل الناس، وفيها الحكم بأنهم لا يخلدون في الدنيا، وأهل السنة يؤمنون بذلك، وأن عيسى كغيره من المرسلين يأتي عليه الموت كغيره إلا أن الكتاب والسنة دلا على أن ذلك بالنسبة له لا يكون إلا بعد نزوله من السماء حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، كما تقدم.
الآية الرابعة: قوله تعالى: سورة الأحزاب الآية 62 وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا
ج هذه الجملة وإن كانت عامة إلا أنها خصصت بالآيات والمعجزات التي أجراها الله على أيدي رسله وكانت حجة لهم على أممهم في إثبات الرسالة؛ كانفلاق البحر لموسى اثني عشر طريقا يبسا بضربة عصا، وكإبراء عيسى الأكمه والأبرص وإحيائه الموتى بإذن الله إلى غير هذا مما هو كثير معلوم، فرفع عيسى حيا وإبقاؤه قرونا ونزوله بعد ذلك مما استثني من هذا العموم كغيره من خوارق العادات التي هي سنة الله مع رسله ولا غرابة في ذلك
الآية الخامسة قوله تعالى سورة الزخرف الآية 59 إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ
ج: هذه الآية تثبت العبودية لعيسى عليه السلام، وأن الله أنعم عليه بالرسالة وليس ربا ولا إلها، وأنه آية على كمال قدرة الله، ومثل أعلى في الخير يقتدى به ويهتدى بهديه، فهي شبيهة في مغزاها بالآية الأولى وليس فيها أي دلالة على تحديد لأجل عيسى عليه السلام، وإنما يؤخذ بيان ذلك وتحديده من نصوص أخرى، كما تقدم.
الآية السادسة: قوله تعالى: سورة المائدة الآية 17 قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا الآية
ج جاء في صدر الآية سورة المائدة الآية 17 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ فكان قوله تعالى: سورة المائدة الآية 17 قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا الآية ردا على زعمهم أن عيسى عليه السلام هو الله ببيان أن عيسى وأمه عبدان ضعيفان كسائر خلق الله ولو شاء الله أن يهلكه وأمه ومن في الأرض جميعا من المخلوقات لفعل ولكنه لم يعمهم بالهلاك، بل أجرى فيهم سنته بالإهلاك في مواقيت محدودة اقتضتها حكمته سبحانه، وكان من حكمته أنه لم يهلك عيسى عليه السلام حينما تآمر عليه اليهود ولا بعد رفعه وإنما رفعه حيا وأبقاه حيا حتى ينزل ويحكم بين الناس بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يميته بعد ذلك، كما تقدم
الآية السابعة قوله تعالى سورة المؤمنون الآية 50 وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ
ج: حمل مريم بعيسى عليهما السلام بلا أب على خلاف السنة الكونية في غيرهما - من الآيات البينات الدالات على كمال قدرة الله سبحانه وقد آواهما الله إلى ربوة مكان مرتفع خصيب فيه استقرار وماء معين ظاهر تراه العيون، والمراد بذلك بيت المقدس من فلسطين رحمة من الله بهما ونعمة من الله عليهما، وكان ذلك في فلسطين لا في بلد من بلاد باكستان ، وكان ذلك قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من خمسمائة عام لا بعد هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من اثني عشر قرنا، فمن حمل الربوة على مكان بباكستان أو تأول ابن مريم على غلام أحمد فقد حرف الآية وافترى على الله كذبا وخرج عن واقع التاريخ.
الآية الثامنة: قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 55 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا الآية
ج استدلال القاديانيين بهذه الآية على موت عيسى عليه السلام فيما مضى مبني على تفسير التوفي بالإماتة، وهو مخالف لما صح عن السلف من تفسيره بقبض الله رسوله عيسى عليه السلام من الأرض ورفعه إليه حيا وتخليصه بذلك من الذين كفروا جمعا بين نصوص الكتاب والسنة الصحيحة الدالة على رفعه حيا وعلى نزوله آخر الزمان وعلى إيمان أهل الكتاب جميعا وغيرهم به حين نزوله، أما ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من تفسير التوفي هنا بالإماتة فلم يصح سنده لانقطاعه، إذ هو من رواية علي بن أبي طلحة عنه وعلي لم يسمع منه ولم يره ولم يصح أيضا ما روي عن وهب بن منبه اليماني من تفسير التوفي بالإماتة؛ لأنه من رواية محمد بن إسحاق عمن لم يسمهم عن وهب بن منبه ، وابن إسحاق مدلس وفيه مجهول، ثم هذا التفسير لا يزيد عن كونه احتمالا في معنى التوفي فإنه قد فسر بمعان، ففسر بأن الله قد قبضه من الأرض بدنا وروحا ورفعه إليه حيا، وفسر بأنه أنامه ثم رفعه، وبأنه يميته بعد رفعه ونزوله آخر الزمان، إذ الواو لا تقتضي الترتيب وإنما تقتضي جمع الأمرين له فقط، وإذا اختلفت الأقوال في معنى الآية وجب المصير إلى القول الذي يوافق ظواهر الأدلة الأخرى، جمعا بين الأدلة، وردا للمتشابه منها إلى المحكم، كما هو شأن الراسخين في العلم دون أهل الزيغ الذين يتبعون ما تشابه من التنزيل ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وقانا الله شرهم
الآية التاسعة قوله تعالى سورة المائدة الآية 117 وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ الآية.
ج: الاستدلال بالآية على موت عيسى عليه السلام قبل رفعه إلى السماء أو بعد رفعه وقبل نزوله آخر الزمان مبني على تفسير التوفي بالإماتة كما سبق في الكلام على الآية الثامنة، وقد تقدم أن هذا التفسير غير صحيح، وأنه على خلاف ما فسره به السلف جمعا بين نصوص الأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة.
الآية العاشرة : قوله تعالى: سورة مريم الآية 31 وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
ج هذه الكلمة مما حكاه الله سبحانه في القرآن من كلام عيسى عليه السلام في المهد وفيها أنه سبحانه أمره بالصلاة والزكاة ما دام حيا وليس فيها تحديد لحياته ولا بيان لوقت مماته، وقد بينت ذلك الأدلة التي تقدم ذكرها، فيجب حمل المجمل على المفصل من النصوص، وألا يضرب بعضها ببعض ولا يوقف منها عند المتشابه، فإن جميع ذلك من عند الله يبين بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا
الآية الحادية عشرة قوله تعالى سورة مريم الآية 33 وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا
ج: هذه كالتي قبلها فيها إثبات السلام والأمن له من الله في كل أحواله وليس فيها تحديد لمدة حياته ولا لوقت موته، فيجب الرجوع إلى النصوص الأخرى التي تبين ذلك، كما تقدم بيانه.
الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: سورة النحل الآية 20 وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ سورة النحل الآية 21 أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ الآية.
ج: هذه الآية سيقت للرد على من عبد غير الله من الملائكة وعزير وعيسى واللات والعزى ومناة ولبيان أنهم لا يخلقون شيئا ما ولو ذبابا، بل هم مخلوقون مربوبون أموات غير أحياء، ولكن الأدلة الأخرى دلت على بقاء عيسى عليه السلام حيا حتى ينزل ويحكم بين الناس بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يموت.
الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى: سورة البقرة الآية 136 قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
ج هذه الآية أمر الله فيها بالإيمان بجميع الأنبياء وما أنزل إليهم من ربهم، وبين أنه سبحانه لا يفرق بينهم في وجوب الإيمان بهم وبما أنزل إليهم من الله، وفي هذا رد على اليهود والنصارى الذين قالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا، وبيان لما أجمل من الرد عليهم في قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم سورة البقرة الآية 135 قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وليس المراد الأمر بعدم التفريق بينهم في الموت والحياة، فإن هذا لا يرشد إليه سياق الكلام، بل يرشد إلى ما ذكرنا، كما أن ذلك مما لم تدع إليه الرسل، فحمل الآية عليه تحريف لها عما سيقت له من المعنى، وعلى تقدير حمل قوله: سورة البقرة الآية 136 لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ على عمومه حتى يشمل عدم التفريق بينهم في جنس الموت والحياة - فدليل الواقع والنصوص يدل على التفاوت بينهم في كثير من صفات الموت والحياة وأنواعها وزمنها ومكانها وطول العمر وقصره إلى غير ذلك، فلتكن حياة عيسى وامتدادها طويلا ومكانها وموته بعد ذلك مما اختلف فيه عن إخوانه النبيين بدليل النصوص السابقة
الآية الرابعة عشر قوله تعالى سورة البقرة الآية 134 تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
ج: القصد من هذه الآية بيان أن كل إنسان مجزي بعمله لا يتجاوزه إلى غيره ولا يسأل عنه سواه، كما في قوله تعالى: سورة الطور الآية 21 كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ وقوله سورة الأنعام الآية 164 وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى فعليه أن يسعى جهده في كسب الخير واجتناب الشر، وألا يتعلق على غيره فخرا به أو أملا في النجاة من العذاب يوم القيامة بقرابته منه أو صلته به وتعظيمه له في دنياهوعيسى عليه السلام وإن دخل في عموم الأمة الماضية إلا أن الأدلة من الكتاب والسنة قد خصصته برفعه إلى السماء وإبقائه حيا ثم إنزاله آخر الزمان إلى آخر ما تقدم بيانه، ومن الأصول المعلومة في الشريعة الإسلامية أن النصوص الخاصة يقضى بها على النصوص العامة فتخصصها، والنصوص التي نحن بصددها من ذلك.
الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: سورة النساء الآية 157 وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا سورة النساء الآية 158 بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
الآية السادسة عشرة: قوله تعالى: سورة النساء الآية 159 وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا
ج تقدم الكلام على هاتين الآيتين في الكلام على الآية الأولى والثانية والثالثة والرابعة وبالجملة فما يتعلق به القاديانيون من الآيات القرآنية لإثبات ما زعموا من أن عيسى عليه السلام قد مات ودفن 1- إما عمومات خصصتها أدلة أخرى من الآيات والأحاديث دلت على رفع عيسى عليه السلام حيا وبقائه كذلك حتى ينزل آخر الزمان ويحكم بشريعة القرآن، ووقف القاديانيون عند عموم الآيات بعد تخصيصها، وذلك باطل؛ لمخالفته للقواعد والأصول الإسلامية 2- وإما آيات مجملة فسرتها نصوص أخرى يجب المصير إليها، فوقف القاديانيون عند المجمل يتعللون به لباطلهم دون أن يرجعوا إلى المحكم الذي فسره؛ وهذا شأن من في قلوبهم زيغ ونفاق، الذين يتبعون ما تشابه من نصوص الكتاب والسنة ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله على ما يوافق هواهم 3- وإما كلمات اعتمدوا في تفسيرها على آثار لم تصح نسبتها إلى السلف، وقد تقدم بيان ذلك عند الكلام على الآية الثامنة سورة آل عمران الآية 55 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ
ففرح هؤلاء بهذه الآثار لموافقتها لهواهم وموهوا بها على الجهال ولم ينظروا إلى أسانيدها إما لجهلهم وإما تدليسا وخداعا وترويجا لباطلهم، وما ذلك إلا لزيفهم ورغبتهم في الفتنة، قال الله تعالى: سورة آل عمران الآية 7 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ وروى البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت صحيح البخاري تفسير القرآن (4273),صحيح مسلم العلم (2665),سنن الترمذي تفسير القرآن (2994),سنن أبو داود السنة (459,سنن ابن ماجه المقدمة (47),مسند أحمد بن حنبل (6/4,سنن الدارمي المقدمة (145). تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية سورة آل عمران الآية 7 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ إلى قوله: سورة آل عمران الآية 7 أُولُو الْأَلْبَابِ قالت (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم وعلى هذا يتضح للسائل بأن يرجع فيما بقي من الآيات إلى ما مضى شرحه منها من جنسها والكلام فيها على نسق ما تقدم
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 3 / ص 48
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ثانيا :الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
لقد ردّعليهم رحمه الله في عدّة مواطن من كتبه و تسجيلاته و هذا بعضها
السلسلة الضعيفة ج 2 ص 184
و اعلم أن من أذناب هؤلاء الضلال في القول بانتهاء عذاب الكفار الطائفة القاديانية ، بل هم قد زادوا في ذلك على إخوانهم الضلال ، فذهبوا إلى أن مصير الكفار إلى الجنة ! نص على ذلك ابن دجالهم الأكبر محمود بشير بن غلام أحمد في كتاب " الدعوة الأحمدية " . فمن شاء التأكد من ذلك فليراجعها فإني لم أطلها الآن .ا هـ
السلسلة الصحيحة :ج 2 ص 427
و اعلم أن من هؤلاء الدجالين الذين ادعوا النبوة ميرزا غلام أحمد القادياني الهندي ، الذي ادعى في عهد استعمار البريطانيين للهند أنه المهدي المنتظر ، ثم أنه عيسى عليه السلام ،ثم ادعى أخيرا النبوة ، و اتبعه كثير ممن لا علم عنده بالكتاب و السنة ، و قد التقيت مع بعض مبشريهم من الهنود و السوريين ، و جرت بيني و بينهم مناظرات كثيرة كانت إحداها تحريرية ، دعوتهم فيها إلى مناظرتهم في اعتقادهم أنه يأتي بعد النبي صلى الله عليه وسلم أنبياء كثيرون ! منهم نبيهم ميرزا غلام أحمد القادياني . فبدأوا بالمراوغة في أول جوابهم ، يريدون بذلك صرف النظر عن المناظرة في اعتقادهم المذكور ، فأبيت و أصررت على ذلك ، فانهزموا شر هزيمة ، و علم الذين حضروها أنهم قوم مبطلون . و لهم عقائد أخرى كثيرة باطلة ، خالفوا فيها إجماع الأمة يقينا ، منها نفيهم البعث الجسماني ، و أن النعيم و الجحيم للروح دون الجسد ، و أن العذاب بالنسبة للكفار منقطع . و ينكرون وجود الجن ، و يزعمون أن الجن المذكورين في القرآن هم طائفة من البشر ! و يتأولون نصوص القرآن المعارضة لعقائدهم تأويلا منكرا على نمط تأويل الباطنية و القرامطة ، و لذلك كان الإنكليز يؤيدونه و يساعدونه على المسلمين ، و كان هو يقول : حرام على المسلمين أن يحاربوا الإنكليز ! إلى غير ذلك من إفكه و أضاليله . و قد ألفت كتب كثيرة في الرد عليه ، و بيان خروجه عن جماعة المسلمين ، فليراجعها من شاء.ا هـ
ثالث :مجمع الفقه الإسلامي
قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي - (ج 1 / ص 3)
وفي ضوء ما قدم لأعضاء المجمع من أبحاث ومستندات في هذا الموضوع عن ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ظهر في الهند في القرن الماضي وإلية تنسب نحلة القاديانية واللاهورية ، وبعد التأمل فيما ذكر من معلومات عن هاتين النحلتين وبعد التأكد أن ميرزا غلام أحمد قد ادعى النبوة بأنة نبي مرسل يوحي إليه ، وثبت عنه هذا في مؤلفاته التي ادعى أن بعضها وحي أنزل عليه وظل طيلة حياته ينشر هذه الدعوة ويطلب إلى الناس في كتبه وأقواله الاعتقاد بنبوته ورسالته ، كما ثبت عنه إنكار كثير مما علم بالضرورة كالجهاد ، وبعد أن اطلع المجمع أيضاً على ما صدر عن المجمع الفقهي بمكة المكرمة في الموضوع نفسه ،
قرر ما يلي :
أولاً : أن ما ادعاه ميرزا غلام أحمد من النبوة والرسالة ونزول الوحي عليه إنكار صريح لما ثبت من الدين بالضرورة ثبوتاً قطعياً يقينيا ًمن ختم الرسالة والنبوة بسيدنا محمد وأنه لا ينزل وحي على أحد بعده . وهذه الدعوى من ميرزا غلام أحمد تجعله وسائر من يوافقونه عليها مرتدين خارجين عن الإسلام . وأما اللاهورية فإنهم كالقاديانية في الحكم عليهم بالردة ، بالرغم من وصفهم ميرزا غلام أحمد بأنه ظل وبروز لنبينا محمد .
ثانياً : ليس لمحكمة غير إسلامية ، أو قاض غير مسلم ، أن يصدر الحكم بالإسلام أو الردة ، ولا سيما فيما يخالف ما أجمعت الأمة الإسلامية من خلال مجامعها وعلمائها ، وذلك لأن الحكم بالإسلام أو الردة ، لا يقبل إلا إذا صدر عن مسلم عالم بكل ما يتحقق به الدخول في الإسلام ، أو الخروج منه بالردة ، ومدرك لحقيقة الإسلام أو الكفر ، ومحيط بما ثبت في الكتاب والسنة والإجماع : فحكم مثل هذه المحكمة باطل .والله أعلم ا هـ
رابعا :الشيخ الفاضل محمد علي فركوس حفظه الله
فتاوى الشيخ فركوس المنهجية :
السـؤال:
ما هي الجماعة الأحمدية؟ وما هي أبرز مخالفاتها ومعتقداتها؟ وبارك الله فيكم.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالأحمدية فِرقةٌ ضالَّةٌ تنسب إلى مِرْزَا غُلام أحمد القَادْيَانِي البنجابي الهندي الهالك سنة 1908م، تقوم دعوتها على عقائد باطلة تخالف عقيدة المسلمين، منها: اعتقادهم في أنّ النبوَّةَ لم تختم بمحمّد صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بل هي باقية بحسب حاجة الأُمَّة، ويعتقدون أنّ جبريل عليه السلام كان يوحي إلى غلام أحمد، وأنَّ نبوته أرقى وأفضل من الأنبياء جميعًا، ولهم كتاب مُنَزَّل -في زعمهم- يحمل اسم «الكتاب المبين» هو غير القرآن الكريم، فلا قرآن –عندهم- إلاّ الذي قدّمه أحمد القادياني الذي يعتبرونه بأنه المسيح الموعود، ولا يعملون بحديث إلاّ على ضوء توجيهاته، إذ لا نبي إلاّ تحت سيادة غلام أحمد القادياني.
فالفرقة الأحمدية على الرغم من ادعائها الإسلام ظاهرًا فإنّ تأثّرهم بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية لا تخفى على متبصِّر بسلوكهم وعقائدهم، لذلك أجمع علماء الأمة من أهل السُّنة على كفرهم، وقد صدر من الحكومة الباكستانية بأنها فرقة خارجة عن الإسلام، والحكمُ نفسُه صدر من رابطة العالم الإسلامي بمكة، وعن قرار من مجلس هيئة كبار العلماء باعتبار القاديانيِّين فرقة كافرة.
ومن موجبات تكفيرهم:
- إنكارهم ختم نبوة محمّد صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -كما تقدّم- وادعاؤهم لنبوة غلام أحمد، وتفسيرهم للقرآن والسنة بتفسيرات باطنية، وإلغاؤهم الحج إلى «مكة» وتحويل المناسك إلى «قاديان»، حيث يعتقدون أنّ «قاديان» أفضل من مكة والمدينة، وأرضها حرم، وهي قبلتهم وإليها حجّهم، وإيمانهم بعقيدة التناسخ والحلول، ونسبتهم الولد إلى الله تعالى، ومن عقيدتهم -أيضًا- تكفيرهم لكل المسلمين إلاّ من دخل في القاديانية، ونسخهم لفريضة الجهاد خدمة للاستعمار، فضلاً عن استحلالهم للمسكرات والأفيون والمخدّرات ونحوها.
هذا، وللقاديانيين نشاط موسع، لهم مهندسون وأطباء ودعاة متفرغون للدعوة إلى ضلالهم، ولهم قناة فضائية باسم «التلفزيون الإسلامي» يلاحظ لهم نشاط مكثّف في إفريقيا والدول الغربية بتدعيم الجهات الاستعمارية. لذلك ينبغي تحذير المسلمين من عقيدتهم ونشاطهم لما يحملونه من ضلالات وأفكار منحرفة وعقائد فاسدة حتى لا يغتر بهم المسلمون .
(١- للتوسّع راجع المصادر التالية: 1- «فتنة القاديانية»: عتيق الرحمن عتيق (قادياني سابقًا). 2- «القاديانية»: إحسان إلهي ظهير. 3- «القاديانية»: أبو الحسن علي الحسين الندوي، أبو الأعلى المودودي، محمّد الخضر حسين. 4- «المذهب القادياني»: الياس بزي. 5- «تاريخ القاديانية»: ثناء الله الأمر تسري. 6- «سوداء القاديانية»: محمّد علي الأمر تسري. ).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 7 رجب 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 21 جويلية 2007م
ا هـ
أسأل الله العظيم أن ينفع بهذه النقول إخواني من المسلمين و أن يجنبنا شرور الفتن ما ظهر منها و ما بطن و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
ولا تنسونا من صالح دعائكم أخوكم: أبو محمد عبد الوهاب
بسم الله الرحمان الرحيم
هذه هي فرقة القاديانية فاعرفوها و غيرَكم عرّفوها ليَحذَروا منها و يُحذًّروها
بسم الله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده أما بعد
فرقة القاديانية فرقة ضالة منغمسة في شتى أنواع الشركيات الظاهرة و الباطنة مما لايخفى ضلاله على البسطاء من المسلمين علما فضلا عن غيرهم و لكن للأسف وجدت هذه الدعوة الكافرة لها مكانا و مرتعا بين المسلمين الأعاجم أولا برعاية و دعم من الأنجليز و عملائهم بالهند و باكستان ثم و للأسف وجدت من يتقبّلها حتّى عند العرب من الجهلة و أصحاب الشهوات الذين تتقلّب قلوبهم مع الدرهم و الدينار فما بالك بالدولار ؟؟؟ و بفعل المساندة غير المحدودوة من قوى الشر الصهيونية التي لا تبخل بمال و لاغيره افتتحت لهم قنوات إعلامية تلفزيونية ظاهرة و متخفية و قد كثرت التساءلات في المدة الأخيرة عنها و عن ضلالاتها نضرا لوجود متأثرين بها في الجزائر و غيرها من البلاد العربية و أظنهم ما يزالون في مرحلة التقية يبثون سمومهم في الخفاء فكما يقول المثل - ليس هناك دخان بلا نار- فوجب كشف حقيقتهم من جديد و نشر فتاوى أهل العلم في تكفيرهم و التحذير منهم و بين يديها أقدّم بهذا المقال القيم عن هذه الفرقة المارقة نشر ب :
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - (ج 8 / ص 181)
القاديَانيَّة
بقلم الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
المدرس في كلية الشريعة في الجامعة
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد: فإن القاديانية ( ويقال لها كذلك الأحمدية ) فرقة حديثة العهد نشأت في بلاد الهند في فترة اندفع فيها المسلمون في شبه هذه القارة ليطردوا عن بلادهم (كابوس ) الاحتلال الإنجليزي الجاثم آنذاك على صدورهم، وعندئذ رأى المحتلون أن أنجع الوسائل لتفريق كلمة المسلمين وإطفاء جذوة صدورهم، الإيحاء إلى رجل يقال له: غلام أحمد القادياني المنتمي في الأصل إلى أسرة تنتمي إلى الإسلام، ليعلن ديناً جديداً، يفارق به إجماع المسلمين، وينقض به أصول الإسلام، وينكر ما علم بالضرورة أنه من هذا الدين، فزعم أن الوحي لم ينقطع، وأنّه مرسل من الله لإلغاء الجهاد ووجوب مسالمة المحتلين الإنجليز، وأنهم رحمة الله التي بعثها إلى أرض الهند.
من هو غلام أحمد؟
يعرف هذا الغلام نفسه في ص72 من كتابه ( الاستفتاء ) المطبوع بمطبعة النصرة بربوة بباكستان سنة 1378ه فيقول: "إني أنا المسمى بغلام أحمد بن ميرزا مرتضى"، ثم يقول في نفس الصفحة: "وسمعت من أبي أن آبائي كانوا من الجرثومة المغولية، ولكن الله أوحى إليّ أنهم كانوا من بني فارس لا من الأقوام التركية". ثم يتناقض الغلام مع نفسه فيعلن دون حياء أو خجل من تناقض وحيه الشيطاني في ركاكة اللفظ ويقول في نفس الصفحة: "ومع ذلك أخبرني ربي بأن بعض أمهاتي كنّ من بني الفاطمة )
....وقد ولد غلام أحمد هذا في قرية قاديان إحدى قرى البنجاب الهندية عام 1835م أو عام 1839م أو عام 1840م وقد بدأ شبابه بقراءة قليل من الفارسية ونبذ في النحو والصرف غير أن الأمراض التي لازمته منذ طفولته - ومنها الماليخوليا ( نوع من الجنون ) كما تقول دائرة المعارف القاديانية - لم تمكنه هذه الأمراض من متابعة دراسته.
وقد انتقل في صدر شبابه إلى سيالكوت واضطر إلى العمل فجلس أمام إحدى المحاكم ليكتب للعوام صور الادعاءات في نظير أجر زهيد يساوي خمس عشرة روبية في الشهر وذلك في عام 1864م وفي أثناء إقامته بسيالكوت اتصل به رجل من كبار المنحرفين يقال له: نور الدين البهيروي المولود في بهيرة من مديرية شاه بور المعروفة الآن باسم ( سركودها )، في غرب باكستان بالبنجاب. وقد درس الطب القديم في لكنهؤ على يد الحكيم علي حسن وعين طبيباً خاصاً في ولاية ( جمون ) بمنطقة كشمير الجنوبية ثم عزل عن الوظيفة عام 1892م، وقد توثقت عرى الصداقة بينه وبين غلام أحمد وأغراه بدعوى أنه مجدد وأنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود فبدأ الغلام يؤلف كتاباً سمّاه ( براهين أحمدية ) وبدأ نور الدين هذا يؤلف كتاباً سمّاه ( تصديق براهين أحمدية ) ثم أخذ يغريه بدعوى النبوة فذكر في كتاب (سيرة المهدي) ص99 أنه قال آنذاك: "لو ادّعى هذا الرجل يعني الغلام أنه نبي صاحب شريعة ونسخ شريعة القرآن لما أنكرت عليه". )
..ولما انتقل الغلام إلى قاديان لحق به هذا الرجل وصار فيما يبدو للناس أكبر أتباع الغلام. وكان الغلام قد بدأ دعواه بأنه مجدد ثم زعم للناس أنه المهدي المنتظر ثم أوعز إليه الطبيب نور الدين أن يدعي أنه المسيح الموعود فأعلن الغلام عام 1891م أنه المسيح الموعود "لقد أرسلت كما أرسل الرجل ( المسيح ) بعد كليم الله موسى فلما جاء الكليم الثاني محمد كان لابدّ أن يكون بعد هذا النبي الذي هو في تصرفاته مثل الكليم من يرث قوة مثيل المسيح وطبعه وخاصيته، ويكون نزوله في مدة تقارب المدة التي كانت بين الكليم الأول والمسيح ابن مريم" يعني القرن الرابع عشر الهجري.
وقد دس له نور الدين - كما صرح بذلك غلام أحمد في ( إزالة أوهام ) بصفحة 100 - أن دمشق التي ينزل فيها المسيح ليست هي دمشق المعروفة ولكن المراد بدمشق قرية يسكنها رجال طبيعتهم يزيدية وأن كلمة دمشق استعارة.
ثم يقول إن قرية قاديان شبيهة بدمشق فأنزلني لأمر عظيم في دمشق هذه ( يعني قاديان ) بطرف شرقي عند المنارة البيضاء من المسجد الذي من دخله كان آمناً. يعني الذي بناه بقاديان ليحج إليه أتباعه المرتدون عن الإسلام مضاهاة للمسجد الحرام وقد جعل عنده منارة بيضاء ليضلل الناس أنها التي سينزل عليها المسيح يعني نفسه. وقد عين الغلام رجلاً يقال له عبد الكريم ليكون إماماً لمسجده هذا وكان هذا الرجل أحد جناحيه كما كان عبد الحكيم نور الدين الجناح الآخر.
وفي سنة 1900 ألقى عبد الكريم خطبة الجمعة وذكر فيها - والغلام حاضر - أن الميرزا غلام أحمد مرسل من الله والإيمان به واجب. )
..وقد أثارت هذه الخطبة جدالاً ونقاشاً بين أتباع الغلام الذين كانوا يعتقدون أنه مجدد ومهدي معهود ومسيح موعود.فلما أنكروا عليه ألقى خطبة أخرى في الجمعة الثانية والتفت إلى الغلام وقال: "أنا أعتقد أنك نبي و رسول فإن كنت مخطئاً فنبهني على ذلك"، ولما انتهوا من الصلاة وهمّ الغلام بالانصراف أمسك به عبد الكريم فقال الغلام:"هذا الذي أدين به وأدعيه"، ثم انصرف إلى بيته فوقع هياج بين عبد الكريم وبين بعض الرجال وارتفعت أصواتهم فخرج الغلام من بيته وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيّ} .
ومن ذلك التاريخ أخذ الغلام يدعي أن باب النبوة لا يزال مفتوحاً ويقول الغلام نفسه في صفحة 14 من ( رسالة التعليم ) طبع الربوة سنة 1386 هـ "ولا تحسبن أن الوحي كان فيما مضى ولم يعد له وجود في هذه الأيام، وأن روح القدس كان ينزل فيما مضى، وليس له أن ينزل الآن، الحق والحق أقول: إن كل باب يمكن أن ينسد، لكن باب روح القدس سيضل مفتوحاً إلى الأبد".
ويقول في صفحة 9 من ( رسالة التعليم ): "إنه لا إله إلا هو الذي أوحى إلي، وأرى لأجلي آيات عظيمة، والذي جعلني المسيح الموعود لهذا العصر، لا إله إلا هو لا في السماء ولا في الأرض، وإن الذي لا يؤمن به سيلقى الشقاء والحرمان، إننا تلقينا منه وحياً هو أجلى من الشمس وأظهر".
ثم يزداد في ضلالته وتبجحه وجهله وإفكه فيقول في ص 12 من كتابه ( الاستفتاء ) طبع الربوة سنة 1378 هـ "إني مرسل من الله"ويقول في ص 17:"سماني الله نبيا"ويقول في ص 20: "بعثني الله على رأس المائة لأجدد الدين وأنور وجه الملة"ثم يقول "وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود".)
ثم ازداد غروراً وضلالاً فادعى أنه أفضل من بعض الرسل ويدس دسيسة نصرانية فيدعي أن لله ولداً وأنه هو نفسه أفضل من هذا الولد فيقول في ص 82 من ( الاستفتاء ) "أنت مني بمنزلة توحيدي وتفريدي فحان أن تعان وتعرف بين الناس، أنت مني بمنزلة عرشي، أنت مني بمنزلة ولدي، أنت مني بمنزلة لا يعلمها الخلق . ."
وقد نسي هذا الأفاك أو تناسى قوله عز و جل: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}. وقوله عز وجل: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً. تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً. أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً. وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً. إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً. لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً. وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} .
ويقول ابنه بشير أحمد الخليفة الثاني للقاديانيين في كتاب حقيقة النبوة ص 257: "إن غلام أحمد أفضل من بعض أولى العزم من الرسل"وفي صحيفة ( الفضل ) لسان حال القاديانين في المجلد الرابع عشر المؤرخ في 29 من ابريل سنة 1927 م "أنه كان أفضل من كثير من الأنبياء ويمكن أن يكون أفضل من جميع الأنبياء".
ولم يبال هذا الغلام المفتون، ولا تلاميذه المغرورون بالقرآن ولا بالسنة ولا بإجماع الأمة القاطعة بأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين ولا نبي بعده فإن الله تبارك وتعالى يقول: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وأنه لا نبي بعدي" كما روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟" قال: "فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين" وفي رواية مسلم من حديث جابر رضي الله عنه "فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء" وقد انعقد إجماع المسلمين على ذلك وأصبح من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة وأن من ادعى هذا المقام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر كذاب أفاك دجال وضال مضل. وبالرغم من أن دائرة المعارف القاديانية نصّت على أن هذا الغلام كان مصاباً بالماليخوليا (نوع من الجنون) فإن شواهد الحال من تناقضه تنبئ بذلك فهو ينكر نزول المسيح عليه السلام أحياناً ويثبته أحياناً ويؤوله أحياناً وينكر رفع المسيح أحياناً ويثبته أحياناً ويؤوله أحياناً فهو يقول في ص 47 ( مكتوب أحمد ) "وقد سمعتم أنا قائلون بنزول المسيح والمقرون به بالبيان الصريح وأنه حق واجب" ويقول في ص 11 من كتاب ( حمامة البشرى ): "وكنت أظن بعد هذه التسمية أن المسيح الموعود خارج وما كنت أظن أنه أنا حتى ظهر السر الخفي. ."ويقول في ص 41 من هذا الكتاب: "وقالوا: إن المسيح ينزل من السماء ويقتل الدجال ويحارب النصارى فهذه الآراء كلها قد نشأت من سوء الفهم وقلة التدبر في كلمات خاتم النبيين".
وقد خلط كذلك فزعم أن الملائكة جوارح الله تعالى الله عما يقول هذا الأفاك علواً كبيراً. فهو يقول في ص 98 من حمامة البشرى: "وانظر إلى الملائكة كيف جعلهم الله كجوارحه"ويقول هذا الأفاك في ص 34 من تحفة بغداد: "وإنا نؤمن بملائكة الله ومقاماتهم وصفوفهم ونؤمن أن نزولهم كنزول الأنوار لا كترحيل الإنسان من الديار إلى الديار ولا يبرحون مقاماتهم".
هذا ومما يكشف طبيعة هذا الضال ويبين أسباب ادعاءاته وافتراءاته أن الإنجليز كانوا وراء دعوته للعمل على تفريق كلمة المسلمين وإلغاء الجهاد الذي يراه أعداء الإسلام حجر عثرة في سبيل أطماعهم وأهدافهم. فهو يقول في ص 15 من كتاب ( ترياق القلوب ): "لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها، وقد ألفت في منع الجهاد، ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة".
ويقول في ملحق كتاب ( شهادة القرآن ) ص 10 الطبقة السادسة: "لقد ظللت منذ حداثة سني - وقد ناهزت اليوم الستين - أجاهد بلساني وقلمي لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية، والنصح لها والعطف عليها، وأنفي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهالهم، والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة".
ويقول في ص123 ج1 من نصيحته المندرجة في تبليغ الرسالة: "ففكروا قليلاً أي أرض في الدنيا تؤويكم إن فارقتم ظل هذه الحكومة، اذكروا لي حكومة واحدة تقبلكم في كنفها، إن كل حكومة من الحكومات الإسلامية تعض عليكم الأنامل من الغيظ، وتتربص بكم الدوائر، وتتحين الفرص لقتلكم، لأنكم قد أصبحتم في نظرها كفاراً ومرتدين، فاعرفوا لهذه النعمة الإلهية ( نعمة وجود الحكومة البريطانية ) قدرها، واعلموا علم اليقين أن الله تعالى لم يقم الحكومة الإنجليزية في هذه البلاد إلا لخيركم وصالحكم، فإن حلت بهذه الحكومة آفة من الآفات، فستبيدكم هذه الآفة أنتم أيضاً، وإذا أردتم برهاناً على ما أقول فاستظلوا بحكم غيرها وعندئذ ستعلمون ما ينزل بكم، ألا إن الحكومة البريطانية رحمة لكم وبركة، وهي الحصن الذي أقامه الله لوقايتكم فاعرفوا قدرها من أعماق قلوبكم ومهجكم، والإنجليز خير لكم ألف مرة من هؤلاء المسلمين، الذين يخالفونكم لأنهم لا يريدون إذلالكم ولا يرون وجوب قتلكم".
وقد تجاهل هذا الغلام آيات الجهاد في كتاب الله عز وجل كما تجاهل ما تواتر من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجهاد وفضله وما ثبت أنه ماض إلى يوم القيامة.
وقد قام علماء الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها بإعلان كفر القاديانيين وقال الدكتور إقبال في رسالة وجهها إلى كبرى صحف الهند الإنجليزية: "إن القاديانية محاولة منظمة لتأسيس طائفة جديدة على أساس نبوة منافسة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم"وقد ذكرت جريدة الفضل الناطقة بلسان القاديانيين في عددها الصادر في 30 يوليه سنة 1931م بأن غلام أحمد قال: "إننا نخالف المسلمين في كل شيء: في الله، وفي الرسول، وفي القرآن، وفي الصلاة، وفي الصوم، وفي الحج، و الزكاة، وبيننا وبينهم خلاف جوهري في كل ذلك".
وبهذا يتقرر بما لا مجال للشك فيه أن القاديانية مرتدون خارجون عن دين الإسلام.. ا هـ
أخي و هاك الآن فتاوى أهل العلم في تكفير هذه الفرقة الضالة صنيعة الأنجليز
أولا :اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 18 / ص 446)
الفتوى رقم ( 9542 )
س: هناك فرقة في باكستان تعرف بالقاديانية لا تعترف بختم نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل تعتقد بنبوة مرزا غلام أحمد قادياني وبناء على ذلك لقد أعلنت الحكومة الباكستانية بأن هذه الفرقة فرقة غير مسلمة، كما أصدرت أيضا المحكمة القضائية الشرعية بباكستان قرارا يقضي بإدانة هذه الفرقة بأنها غير مسلمة.
فالسؤال: 1- هل يجوز الزواج بين فتاة قاديانية وشاب مسلم؟
(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 312)
2 - إذا تم الزواج فماذا يكون وضعه القانوني في الشرع؟ 3- ما هو الوضع الشرعي للمولود من هذا الزواج؟ 4- الذين يعلمون إن فلانا من القاديانية ثم يحضرون في زواجه أو يكونون شهداء أو وكلاء في الزواج فما الحكم عليهم؟
ج: أولا: لا يجوز أن يتزوج شاب مسلم فتاة تدين بالديانة القاديانية المعروفة؛ لكونها كافرة غير يهودية ولا نصرانية، للمقتضيات التي بني عليها الحكم بكفر القاديانيين ثانيا: إذا وقع ذلك وجب فسخ العقد عن طريق ولي الأمر العام المسلم أو نائبه. ثالثا: يلحق ولدهما من هذا الزواج بالأب إذا كان الزوج جاهلا بالحكم؛ لنشوئه عن نكاح فيه شبهة. رابعا: من علم أمرهما لا يجوز أن يحضر زواجهما، أو يكون وكيلا أو شاهدا فيه، بل يجب عليه إنكار ذلك، والإرشاد إلى الصواب؛ لقوله تعالى: سورة المائدة الآية 2 وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 313)
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 312)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 1615 ) :
س3: ما حكم الدين الجديد وأتباعه؛ يعني دينا يقال له: الأحمدية، يحذروا دواعيه الناس بالاحتفاظ سواء بشيء من آيات قرآنية أو من أسماء الله ويحرمون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأين منشأ هذا الدين ومتى، وما الحكم فيمن يرغبون عنه؟
ج3: لقد صدر الحكم من حكومة الباكستان على هذه الفرقة بأنها خارجة عن الإسلام، وكذلك صدر من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة الحكم عليها بذلك، ومن مؤتمر المنظمات الإسلامية المنعقد في الرابطة في عام 1394هـ، وقد نشر رسالة توضح مبدأ هده الطائفة وكيف نشأت ومتى إلى غير ذلك مما يوضح حقيقتها.
والخلاصة: أنها طائفة تدعي أن مرزا غلام أحمد الهندي نبي يوحى إليه وأنه لا يصح إسلام أحد حتى يؤمن به، وهو من مواليد القرن الثالث عشر، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه الكريم أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين ، وأجمع علماء المسلمين على ذلك، فمن ادعى أنه يوجد بعده نبي يوحى إليه من
الله عز وجل فهو كافر لكونه مكذبا بكتاب الله عز وجل، ومكذبا للأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدالة على أنه خاتم النبيين، ومخالفا لإجماع الأمة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتوى رقم ( 4317 ) :
س: أرجو التكرم ببيان حكم الإسلام في جماعة القاديانية ونبيهم المزعوم غلام أحمد القادياني ، كما أرجو التفضل بإرسال أي من الكتب التي تبحث في هذه الجماعة حيث إنني من المهتمين بدراستها.
ج: ختمت النبوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده؛ لثبوت ذلك بالكتاب والسنة، فمن ادعى النبوة بعد ذلك فهو كذاب، ومن أولئك غلام أحمد القادياني ، فدعواه النبوة لنفسه كذب، وما زعمه القاديانيون من نبوته فهو زعم كاذب.
وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة باعتبار القاديانيين فرقة كافرة من أجل ذلك.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 8536 ) :
س3: ما الفرق بين المسلمين والأحمديين ؟
ج3: الفرق بينهما: أن المسلمين هم الذين يعبدون الله وحده ويتبعون رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بأنه خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، أما الأحمديون الذين هم أتباع مرزا غلام أحمد ، فهم كفار ليسوا مسلمين؛ لأنهم يزعمون أن مرزا غلام أحمد نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ومن اعتقد هذه العقيدة فهو كافر عند جميع علماء المسلمين؛ لقول الله سبحانه: سورة الأحزاب الآية 40 مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ولما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الإمام أحمد (2 / 398، 412) و(3 / 79، 24 و(4 / 81، 84، 127، 12 و(5 / 27، والبخاري [فتح الباري] برقم (3535)، ومسلم (2286، 2287)، وأبو داود برقم (4252). أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
و هذه أهم شبههم ترد عليها اللجنة الدائمة
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 3 / ص 47
/200
س7: مع هذه المسألة نصوص يستدل بها القاديانيون على موت عيسى ودفنه أرجو بيان تلك النصوص للرد عليهم؟ الآية الأولى: قوله تعالى: سورة المائدة الآية 75 مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَام الآية
ج7 القصد من هذه الآية الرد على من قال سورة المائدة الآية 17 إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ومن قالوا: سورة المائدة الآية 73 إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ومن قال إنه ابن الله - ببيان أن عيسى المسيح عليه السلام ليس ربا ولا إلها يعبد، بل رسول كرمه الله بالرسالة، شأنه شأن الرسل الذين مضوا من قبله أجله محدود لكن لم تبين هذه الآية متى يموت، وقد بينت الأدلة الماضية من الكتاب والسنة أنه رفع حيا، وأنه سينزل حكما عدلا، ثم يموت بعد نزوله آخر الزمان وحكمه بين الناس، ثم ذكر تعالى أن عيسى وأمه عليهما السلام كان يأكلان الطعام فدل بذلك على أنهما ليسا إلهين مع الله لحاجتهما إلى ما يحفظ عليهما حياتهما من الطعام، والله تعالى فرد صمد له الغنى المطلق يحتاج إليه كل ما عداه ولا يحتاج هو إلى أحد سواه، يؤيد أن المراد بالآية هو ما ذكر سابقها ولاحقها من الآيات، فقد سبقها آية سورة المائدة الآية 17 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وآية: سورة المائدة الآية 73 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وقد ذكر بعدهما النهي عن الغلو في الدين وإنكار عبادة غير الله ولعن من فعل ذلك أو سكت عنه ولم ينكره، ويوضح ذلك أيضا قوله تعالى في سورة
الأنعام سورة الأنعام الآية 14 قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ الآية. الآية الثانية: قوله تعالى: سورة الفرقان الآية 20 وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ الآية
ج القصد من الآية الرد على من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم لزعمه أن الرسول إنما يكون من الملائكة لا من البشر، فرد الله عليهم زعمهم ببيان أن سننه سبحانه في إرسال رسل إلى البشر أن يصطفيهم من البشر، وأنهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق شأنهم في ذلك شأن البشر، وليس في الآية تحديد لأجل عيسى عليه السلام، وقد بينت الآيات الأخرى والأحاديث رفعه حيا ثم نزوله وحكمه بعد نزوله آخر الزمان ثم موته كما تقدم
الآية الثالثة قوله تعالى سورة الأنبياء الآية 8 وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ
ج: ليس في هذه الآية أي دلالة على موت عيسى عليه السلام حينما تآمر اليهود على قتله وصلبه، وإنما فيها الدلالة على أن الأنبياء والمرسلين ومنهم عيسى ليسوا أجسادا لا تأكل، بل يأكلون كما يأكل الناس، وفيها الحكم بأنهم لا يخلدون في الدنيا، وأهل السنة يؤمنون بذلك، وأن عيسى كغيره من المرسلين يأتي عليه الموت كغيره إلا أن الكتاب والسنة دلا على أن ذلك بالنسبة له لا يكون إلا بعد نزوله من السماء حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، كما تقدم.
الآية الرابعة: قوله تعالى: سورة الأحزاب الآية 62 وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا
ج هذه الجملة وإن كانت عامة إلا أنها خصصت بالآيات والمعجزات التي أجراها الله على أيدي رسله وكانت حجة لهم على أممهم في إثبات الرسالة؛ كانفلاق البحر لموسى اثني عشر طريقا يبسا بضربة عصا، وكإبراء عيسى الأكمه والأبرص وإحيائه الموتى بإذن الله إلى غير هذا مما هو كثير معلوم، فرفع عيسى حيا وإبقاؤه قرونا ونزوله بعد ذلك مما استثني من هذا العموم كغيره من خوارق العادات التي هي سنة الله مع رسله ولا غرابة في ذلك
الآية الخامسة قوله تعالى سورة الزخرف الآية 59 إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ
ج: هذه الآية تثبت العبودية لعيسى عليه السلام، وأن الله أنعم عليه بالرسالة وليس ربا ولا إلها، وأنه آية على كمال قدرة الله، ومثل أعلى في الخير يقتدى به ويهتدى بهديه، فهي شبيهة في مغزاها بالآية الأولى وليس فيها أي دلالة على تحديد لأجل عيسى عليه السلام، وإنما يؤخذ بيان ذلك وتحديده من نصوص أخرى، كما تقدم.
الآية السادسة: قوله تعالى: سورة المائدة الآية 17 قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا الآية
ج جاء في صدر الآية سورة المائدة الآية 17 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ فكان قوله تعالى: سورة المائدة الآية 17 قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا الآية ردا على زعمهم أن عيسى عليه السلام هو الله ببيان أن عيسى وأمه عبدان ضعيفان كسائر خلق الله ولو شاء الله أن يهلكه وأمه ومن في الأرض جميعا من المخلوقات لفعل ولكنه لم يعمهم بالهلاك، بل أجرى فيهم سنته بالإهلاك في مواقيت محدودة اقتضتها حكمته سبحانه، وكان من حكمته أنه لم يهلك عيسى عليه السلام حينما تآمر عليه اليهود ولا بعد رفعه وإنما رفعه حيا وأبقاه حيا حتى ينزل ويحكم بين الناس بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يميته بعد ذلك، كما تقدم
الآية السابعة قوله تعالى سورة المؤمنون الآية 50 وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ
ج: حمل مريم بعيسى عليهما السلام بلا أب على خلاف السنة الكونية في غيرهما - من الآيات البينات الدالات على كمال قدرة الله سبحانه وقد آواهما الله إلى ربوة مكان مرتفع خصيب فيه استقرار وماء معين ظاهر تراه العيون، والمراد بذلك بيت المقدس من فلسطين رحمة من الله بهما ونعمة من الله عليهما، وكان ذلك في فلسطين لا في بلد من بلاد باكستان ، وكان ذلك قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من خمسمائة عام لا بعد هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من اثني عشر قرنا، فمن حمل الربوة على مكان بباكستان أو تأول ابن مريم على غلام أحمد فقد حرف الآية وافترى على الله كذبا وخرج عن واقع التاريخ.
الآية الثامنة: قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 55 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا الآية
ج استدلال القاديانيين بهذه الآية على موت عيسى عليه السلام فيما مضى مبني على تفسير التوفي بالإماتة، وهو مخالف لما صح عن السلف من تفسيره بقبض الله رسوله عيسى عليه السلام من الأرض ورفعه إليه حيا وتخليصه بذلك من الذين كفروا جمعا بين نصوص الكتاب والسنة الصحيحة الدالة على رفعه حيا وعلى نزوله آخر الزمان وعلى إيمان أهل الكتاب جميعا وغيرهم به حين نزوله، أما ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من تفسير التوفي هنا بالإماتة فلم يصح سنده لانقطاعه، إذ هو من رواية علي بن أبي طلحة عنه وعلي لم يسمع منه ولم يره ولم يصح أيضا ما روي عن وهب بن منبه اليماني من تفسير التوفي بالإماتة؛ لأنه من رواية محمد بن إسحاق عمن لم يسمهم عن وهب بن منبه ، وابن إسحاق مدلس وفيه مجهول، ثم هذا التفسير لا يزيد عن كونه احتمالا في معنى التوفي فإنه قد فسر بمعان، ففسر بأن الله قد قبضه من الأرض بدنا وروحا ورفعه إليه حيا، وفسر بأنه أنامه ثم رفعه، وبأنه يميته بعد رفعه ونزوله آخر الزمان، إذ الواو لا تقتضي الترتيب وإنما تقتضي جمع الأمرين له فقط، وإذا اختلفت الأقوال في معنى الآية وجب المصير إلى القول الذي يوافق ظواهر الأدلة الأخرى، جمعا بين الأدلة، وردا للمتشابه منها إلى المحكم، كما هو شأن الراسخين في العلم دون أهل الزيغ الذين يتبعون ما تشابه من التنزيل ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وقانا الله شرهم
الآية التاسعة قوله تعالى سورة المائدة الآية 117 وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ الآية.
ج: الاستدلال بالآية على موت عيسى عليه السلام قبل رفعه إلى السماء أو بعد رفعه وقبل نزوله آخر الزمان مبني على تفسير التوفي بالإماتة كما سبق في الكلام على الآية الثامنة، وقد تقدم أن هذا التفسير غير صحيح، وأنه على خلاف ما فسره به السلف جمعا بين نصوص الأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة.
الآية العاشرة : قوله تعالى: سورة مريم الآية 31 وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
ج هذه الكلمة مما حكاه الله سبحانه في القرآن من كلام عيسى عليه السلام في المهد وفيها أنه سبحانه أمره بالصلاة والزكاة ما دام حيا وليس فيها تحديد لحياته ولا بيان لوقت مماته، وقد بينت ذلك الأدلة التي تقدم ذكرها، فيجب حمل المجمل على المفصل من النصوص، وألا يضرب بعضها ببعض ولا يوقف منها عند المتشابه، فإن جميع ذلك من عند الله يبين بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا
الآية الحادية عشرة قوله تعالى سورة مريم الآية 33 وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا
ج: هذه كالتي قبلها فيها إثبات السلام والأمن له من الله في كل أحواله وليس فيها تحديد لمدة حياته ولا لوقت موته، فيجب الرجوع إلى النصوص الأخرى التي تبين ذلك، كما تقدم بيانه.
الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: سورة النحل الآية 20 وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ سورة النحل الآية 21 أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ الآية.
ج: هذه الآية سيقت للرد على من عبد غير الله من الملائكة وعزير وعيسى واللات والعزى ومناة ولبيان أنهم لا يخلقون شيئا ما ولو ذبابا، بل هم مخلوقون مربوبون أموات غير أحياء، ولكن الأدلة الأخرى دلت على بقاء عيسى عليه السلام حيا حتى ينزل ويحكم بين الناس بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يموت.
الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى: سورة البقرة الآية 136 قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
ج هذه الآية أمر الله فيها بالإيمان بجميع الأنبياء وما أنزل إليهم من ربهم، وبين أنه سبحانه لا يفرق بينهم في وجوب الإيمان بهم وبما أنزل إليهم من الله، وفي هذا رد على اليهود والنصارى الذين قالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا، وبيان لما أجمل من الرد عليهم في قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم سورة البقرة الآية 135 قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وليس المراد الأمر بعدم التفريق بينهم في الموت والحياة، فإن هذا لا يرشد إليه سياق الكلام، بل يرشد إلى ما ذكرنا، كما أن ذلك مما لم تدع إليه الرسل، فحمل الآية عليه تحريف لها عما سيقت له من المعنى، وعلى تقدير حمل قوله: سورة البقرة الآية 136 لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ على عمومه حتى يشمل عدم التفريق بينهم في جنس الموت والحياة - فدليل الواقع والنصوص يدل على التفاوت بينهم في كثير من صفات الموت والحياة وأنواعها وزمنها ومكانها وطول العمر وقصره إلى غير ذلك، فلتكن حياة عيسى وامتدادها طويلا ومكانها وموته بعد ذلك مما اختلف فيه عن إخوانه النبيين بدليل النصوص السابقة
الآية الرابعة عشر قوله تعالى سورة البقرة الآية 134 تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
ج: القصد من هذه الآية بيان أن كل إنسان مجزي بعمله لا يتجاوزه إلى غيره ولا يسأل عنه سواه، كما في قوله تعالى: سورة الطور الآية 21 كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ وقوله سورة الأنعام الآية 164 وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى فعليه أن يسعى جهده في كسب الخير واجتناب الشر، وألا يتعلق على غيره فخرا به أو أملا في النجاة من العذاب يوم القيامة بقرابته منه أو صلته به وتعظيمه له في دنياهوعيسى عليه السلام وإن دخل في عموم الأمة الماضية إلا أن الأدلة من الكتاب والسنة قد خصصته برفعه إلى السماء وإبقائه حيا ثم إنزاله آخر الزمان إلى آخر ما تقدم بيانه، ومن الأصول المعلومة في الشريعة الإسلامية أن النصوص الخاصة يقضى بها على النصوص العامة فتخصصها، والنصوص التي نحن بصددها من ذلك.
الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: سورة النساء الآية 157 وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا سورة النساء الآية 158 بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
الآية السادسة عشرة: قوله تعالى: سورة النساء الآية 159 وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا
ج تقدم الكلام على هاتين الآيتين في الكلام على الآية الأولى والثانية والثالثة والرابعة وبالجملة فما يتعلق به القاديانيون من الآيات القرآنية لإثبات ما زعموا من أن عيسى عليه السلام قد مات ودفن 1- إما عمومات خصصتها أدلة أخرى من الآيات والأحاديث دلت على رفع عيسى عليه السلام حيا وبقائه كذلك حتى ينزل آخر الزمان ويحكم بشريعة القرآن، ووقف القاديانيون عند عموم الآيات بعد تخصيصها، وذلك باطل؛ لمخالفته للقواعد والأصول الإسلامية 2- وإما آيات مجملة فسرتها نصوص أخرى يجب المصير إليها، فوقف القاديانيون عند المجمل يتعللون به لباطلهم دون أن يرجعوا إلى المحكم الذي فسره؛ وهذا شأن من في قلوبهم زيغ ونفاق، الذين يتبعون ما تشابه من نصوص الكتاب والسنة ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله على ما يوافق هواهم 3- وإما كلمات اعتمدوا في تفسيرها على آثار لم تصح نسبتها إلى السلف، وقد تقدم بيان ذلك عند الكلام على الآية الثامنة سورة آل عمران الآية 55 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ
ففرح هؤلاء بهذه الآثار لموافقتها لهواهم وموهوا بها على الجهال ولم ينظروا إلى أسانيدها إما لجهلهم وإما تدليسا وخداعا وترويجا لباطلهم، وما ذلك إلا لزيفهم ورغبتهم في الفتنة، قال الله تعالى: سورة آل عمران الآية 7 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ وروى البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت صحيح البخاري تفسير القرآن (4273),صحيح مسلم العلم (2665),سنن الترمذي تفسير القرآن (2994),سنن أبو داود السنة (459,سنن ابن ماجه المقدمة (47),مسند أحمد بن حنبل (6/4,سنن الدارمي المقدمة (145). تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية سورة آل عمران الآية 7 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ إلى قوله: سورة آل عمران الآية 7 أُولُو الْأَلْبَابِ قالت (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم وعلى هذا يتضح للسائل بأن يرجع فيما بقي من الآيات إلى ما مضى شرحه منها من جنسها والكلام فيها على نسق ما تقدم
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 3 / ص 48
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ثانيا :الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
لقد ردّعليهم رحمه الله في عدّة مواطن من كتبه و تسجيلاته و هذا بعضها
السلسلة الضعيفة ج 2 ص 184
و اعلم أن من أذناب هؤلاء الضلال في القول بانتهاء عذاب الكفار الطائفة القاديانية ، بل هم قد زادوا في ذلك على إخوانهم الضلال ، فذهبوا إلى أن مصير الكفار إلى الجنة ! نص على ذلك ابن دجالهم الأكبر محمود بشير بن غلام أحمد في كتاب " الدعوة الأحمدية " . فمن شاء التأكد من ذلك فليراجعها فإني لم أطلها الآن .ا هـ
السلسلة الصحيحة :ج 2 ص 427
و اعلم أن من هؤلاء الدجالين الذين ادعوا النبوة ميرزا غلام أحمد القادياني الهندي ، الذي ادعى في عهد استعمار البريطانيين للهند أنه المهدي المنتظر ، ثم أنه عيسى عليه السلام ،ثم ادعى أخيرا النبوة ، و اتبعه كثير ممن لا علم عنده بالكتاب و السنة ، و قد التقيت مع بعض مبشريهم من الهنود و السوريين ، و جرت بيني و بينهم مناظرات كثيرة كانت إحداها تحريرية ، دعوتهم فيها إلى مناظرتهم في اعتقادهم أنه يأتي بعد النبي صلى الله عليه وسلم أنبياء كثيرون ! منهم نبيهم ميرزا غلام أحمد القادياني . فبدأوا بالمراوغة في أول جوابهم ، يريدون بذلك صرف النظر عن المناظرة في اعتقادهم المذكور ، فأبيت و أصررت على ذلك ، فانهزموا شر هزيمة ، و علم الذين حضروها أنهم قوم مبطلون . و لهم عقائد أخرى كثيرة باطلة ، خالفوا فيها إجماع الأمة يقينا ، منها نفيهم البعث الجسماني ، و أن النعيم و الجحيم للروح دون الجسد ، و أن العذاب بالنسبة للكفار منقطع . و ينكرون وجود الجن ، و يزعمون أن الجن المذكورين في القرآن هم طائفة من البشر ! و يتأولون نصوص القرآن المعارضة لعقائدهم تأويلا منكرا على نمط تأويل الباطنية و القرامطة ، و لذلك كان الإنكليز يؤيدونه و يساعدونه على المسلمين ، و كان هو يقول : حرام على المسلمين أن يحاربوا الإنكليز ! إلى غير ذلك من إفكه و أضاليله . و قد ألفت كتب كثيرة في الرد عليه ، و بيان خروجه عن جماعة المسلمين ، فليراجعها من شاء.ا هـ
ثالث :مجمع الفقه الإسلامي
قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي - (ج 1 / ص 3)
وفي ضوء ما قدم لأعضاء المجمع من أبحاث ومستندات في هذا الموضوع عن ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ظهر في الهند في القرن الماضي وإلية تنسب نحلة القاديانية واللاهورية ، وبعد التأمل فيما ذكر من معلومات عن هاتين النحلتين وبعد التأكد أن ميرزا غلام أحمد قد ادعى النبوة بأنة نبي مرسل يوحي إليه ، وثبت عنه هذا في مؤلفاته التي ادعى أن بعضها وحي أنزل عليه وظل طيلة حياته ينشر هذه الدعوة ويطلب إلى الناس في كتبه وأقواله الاعتقاد بنبوته ورسالته ، كما ثبت عنه إنكار كثير مما علم بالضرورة كالجهاد ، وبعد أن اطلع المجمع أيضاً على ما صدر عن المجمع الفقهي بمكة المكرمة في الموضوع نفسه ،
قرر ما يلي :
أولاً : أن ما ادعاه ميرزا غلام أحمد من النبوة والرسالة ونزول الوحي عليه إنكار صريح لما ثبت من الدين بالضرورة ثبوتاً قطعياً يقينيا ًمن ختم الرسالة والنبوة بسيدنا محمد وأنه لا ينزل وحي على أحد بعده . وهذه الدعوى من ميرزا غلام أحمد تجعله وسائر من يوافقونه عليها مرتدين خارجين عن الإسلام . وأما اللاهورية فإنهم كالقاديانية في الحكم عليهم بالردة ، بالرغم من وصفهم ميرزا غلام أحمد بأنه ظل وبروز لنبينا محمد .
ثانياً : ليس لمحكمة غير إسلامية ، أو قاض غير مسلم ، أن يصدر الحكم بالإسلام أو الردة ، ولا سيما فيما يخالف ما أجمعت الأمة الإسلامية من خلال مجامعها وعلمائها ، وذلك لأن الحكم بالإسلام أو الردة ، لا يقبل إلا إذا صدر عن مسلم عالم بكل ما يتحقق به الدخول في الإسلام ، أو الخروج منه بالردة ، ومدرك لحقيقة الإسلام أو الكفر ، ومحيط بما ثبت في الكتاب والسنة والإجماع : فحكم مثل هذه المحكمة باطل .والله أعلم ا هـ
رابعا :الشيخ الفاضل محمد علي فركوس حفظه الله
فتاوى الشيخ فركوس المنهجية :
السـؤال:
ما هي الجماعة الأحمدية؟ وما هي أبرز مخالفاتها ومعتقداتها؟ وبارك الله فيكم.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالأحمدية فِرقةٌ ضالَّةٌ تنسب إلى مِرْزَا غُلام أحمد القَادْيَانِي البنجابي الهندي الهالك سنة 1908م، تقوم دعوتها على عقائد باطلة تخالف عقيدة المسلمين، منها: اعتقادهم في أنّ النبوَّةَ لم تختم بمحمّد صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بل هي باقية بحسب حاجة الأُمَّة، ويعتقدون أنّ جبريل عليه السلام كان يوحي إلى غلام أحمد، وأنَّ نبوته أرقى وأفضل من الأنبياء جميعًا، ولهم كتاب مُنَزَّل -في زعمهم- يحمل اسم «الكتاب المبين» هو غير القرآن الكريم، فلا قرآن –عندهم- إلاّ الذي قدّمه أحمد القادياني الذي يعتبرونه بأنه المسيح الموعود، ولا يعملون بحديث إلاّ على ضوء توجيهاته، إذ لا نبي إلاّ تحت سيادة غلام أحمد القادياني.
فالفرقة الأحمدية على الرغم من ادعائها الإسلام ظاهرًا فإنّ تأثّرهم بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية لا تخفى على متبصِّر بسلوكهم وعقائدهم، لذلك أجمع علماء الأمة من أهل السُّنة على كفرهم، وقد صدر من الحكومة الباكستانية بأنها فرقة خارجة عن الإسلام، والحكمُ نفسُه صدر من رابطة العالم الإسلامي بمكة، وعن قرار من مجلس هيئة كبار العلماء باعتبار القاديانيِّين فرقة كافرة.
ومن موجبات تكفيرهم:
- إنكارهم ختم نبوة محمّد صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -كما تقدّم- وادعاؤهم لنبوة غلام أحمد، وتفسيرهم للقرآن والسنة بتفسيرات باطنية، وإلغاؤهم الحج إلى «مكة» وتحويل المناسك إلى «قاديان»، حيث يعتقدون أنّ «قاديان» أفضل من مكة والمدينة، وأرضها حرم، وهي قبلتهم وإليها حجّهم، وإيمانهم بعقيدة التناسخ والحلول، ونسبتهم الولد إلى الله تعالى، ومن عقيدتهم -أيضًا- تكفيرهم لكل المسلمين إلاّ من دخل في القاديانية، ونسخهم لفريضة الجهاد خدمة للاستعمار، فضلاً عن استحلالهم للمسكرات والأفيون والمخدّرات ونحوها.
هذا، وللقاديانيين نشاط موسع، لهم مهندسون وأطباء ودعاة متفرغون للدعوة إلى ضلالهم، ولهم قناة فضائية باسم «التلفزيون الإسلامي» يلاحظ لهم نشاط مكثّف في إفريقيا والدول الغربية بتدعيم الجهات الاستعمارية. لذلك ينبغي تحذير المسلمين من عقيدتهم ونشاطهم لما يحملونه من ضلالات وأفكار منحرفة وعقائد فاسدة حتى لا يغتر بهم المسلمون .
(١- للتوسّع راجع المصادر التالية: 1- «فتنة القاديانية»: عتيق الرحمن عتيق (قادياني سابقًا). 2- «القاديانية»: إحسان إلهي ظهير. 3- «القاديانية»: أبو الحسن علي الحسين الندوي، أبو الأعلى المودودي، محمّد الخضر حسين. 4- «المذهب القادياني»: الياس بزي. 5- «تاريخ القاديانية»: ثناء الله الأمر تسري. 6- «سوداء القاديانية»: محمّد علي الأمر تسري. ).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 7 رجب 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 21 جويلية 2007م
ا هـ
أسأل الله العظيم أن ينفع بهذه النقول إخواني من المسلمين و أن يجنبنا شرور الفتن ما ظهر منها و ما بطن و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
ولا تنسونا من صالح دعائكم أخوكم: أبو محمد عبد الوهاب