س/ يقول السائل ما هي صفات العلماء الذين يُستفتون؟
ج/ صفات العلماء الذين يستفتون واضحة جداً أوضح من الشمس.
الصفة الأولى: إهتمامهم بالكتاب والسنة وتعويلهم عليها وتركيزهم عليها.
الصفة الثانية: إعتدالهم ووسطيتهم في جميع الأمور.
الصفة الثالثة: تعويلهم على العلم والتعلم والفقه في دين الله عز وجل.
الصفة الرابعة: وضوح منهجهم ووضوح طريقتهم العلمية.
فلا يتخفون بفتاواهم أو بتجمعات خاصة ،بعيدة عن أنظار الناس بدعوى الاختفاء عن الأنظار وإنما يدعون في وضح النهار، ليس عندهم شيء يخفونه وليس عندهم شيء يخشون منه إلا الله عز وجل، ولذلكم فتاواهم معلنة لا تُبث عبر الشبكة أو تبث عبر أشرطة مدسوسة مخفاة أو تبث عبر رسائل من هنا وهناك.
لا أمورهم واضحة ولذلك يُروى عن سفيان ابن عيينة أنه قال: إذا رأيت الناس يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم مفتتحوا باب ضلالة (أو بدعة)
إذ أن من علامات المبتدعة: التناجي دائماً لأنهم مثل الخفافيش الذي لا يتحرك إلا في الظلام، لكن العالم الرباني دينه واضح، منهجه واضح، طريقته واضحة (إن هذا العلم دين فاعرفوا عمن تأخذون دينكم) قاله ابن سيرين في الإسناد ولكنه يشمل جميع أمور الدين ( فاعرفوا عمن تأخذون دينكم )
من علاماتهم محبة الخير للناس يحبون لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم.
من علاماتهم التواضع ومن تواضع لله رفعه.
من علاماتهم التحري، تحري الصواب وعرض المسائل الجديدة على الكتاب والسنة وقواعد السلف القديمة، وقد يختلفون فيها الليالي والأيام ثم يتوصلون فيها إلى شيء أو ينقسمون فيها إلى قسمين في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد.
من علاماتهم الرجوع عن الخطأ وإعلان الرجوع، ولو رأيتم ما بين مشائخنا الشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ ابن إبراهيم، وسماحة المفتي الشيخ الفوزان والشيخ ابن عثيمين وغيرهم، ما بينهم من ردود في بعض المسائل حيث يرجع بعضهم في كثير من الأحيان إلى قول البعض الآخر ويُعلن أنه تبين لي أن ما رآه أخي فلان هو الحق والصواب فرجعت إليه، لأنهم ليس عندهم تعصب لأرائهم، الحق ضالتهم أنّى وجدوه اتبعوه.
من أعظم علامات العلماء الربانيين أن يكون لهم موقف واضح في النوازل المدلهمة والمسائل التي تتعلق بمصير الأمة.
موقف واضح لا يشوبه غبار ولا يستره الظلام فإذا ألمَّت ملمة بالمسلمين سارع إلى الجد والاجتهاد للوصول إلى الحق فيها، وانظروا إلى بيانات كبار علمائنا فيما يتعلق بماذا ؟؟ مَن يُكمل؟ هاه؟ بفعل مَن؟ فيما يتعلق بفعل مَن؟ فعل من؟ ما زلتم تترددون في أن تسموهم خوارج ؟!! بفعل الخواااارج مدوها مدّ لازم، خوارج بكل معنى الكلمة، جماعة أسامة والضواهري ولا تكفيهم بل أقول لكم شيئاً : إن الخوارج الأولين على ما عندهم من ضلال أقل منهم خطرا لأن الخوارج القدامى يعلنون موقفهم ويبارزون بالسلاح أما هؤلاء يسيرون في الأنفاق المظلمة حتى اضطروا أن يفتوا أتباعهم بجواز حلق لحاهم وبجواز لبس لباس المرأة ولباس المتخنفسين على قاعدة أحد منظريهم القعدة فإنه قعَّد لهم قاعدة نحو سبع عشرة سنة وهي قوله إننا قد نضطر أحياناً إلى تطبيق نظرية ميكافيلّي، ما هي نظرية ميكافيّلي ؟؟:الغاية تبرر الوسيلة، يمكن يلبس ثوب مرأة يمكن يذهب إلى الكفار ويمالئهم ضد المسلمين يمكن يلجأ إليهم ويمالئهم ضد المسلمين، يمكن أن يذبح ويقتل . هذا معنى الغاية تبرر الوسيلة، المهم هو يصل إلى ما يريد مما يدّعي أنه الحق ولو على أشلاء المسلمين ولا أدل على ذلك من فعل أصحاب الجزائر القريبة وما فعلوا عندنا في مكة والمدينة والرياض والقسيم وغيرها، إنتبهتم؟ إذاً هذه ميزة العلماء الربانيين أنهم يتكلمون في وضح النهار ما عندهم جلسات إستراحات يدسون فيها علومهم عند بعض الخاصة.
أحد مشايخنا استدعاه بعض الشباب
قالوا: يا شيخ نريد أن نلقاك في نصائح تنصحنا وتوجهنا.
قال: لهم حباً وكرما تفضلوا فوعدوه بمكان، فلما جلسوا.
قالوا: لا لا يا شيخ هذا المكان يرانا فيه الناس، ثم ذهبوا إلى وادٍ آخر قالوا لالالا هذا الوادي مكشوف، ثم ذهبوا إلى شجرة ثالثة قالوا لا هذه الشجرة مكشوفة.
فقال لهم: أنتم ما شأنكم؟ ما الذي وراءكم؟ ماذا تخفون ؟ عمن تريدون أن تندسوا؟ عمن تريدون أن تختبئوا؟
هيا هيا معي أنا أريكم الطيب المناسب، فلعلهم استحوا وذهبوا معه، تصوروا أين ذهب بهم؟ هاه أين ؟ المسجد.
ذهب بهم إلى المسجد فقال لهم هذا المكان لا رقيب فيه إلا الله ، وأنتم ماذا عندكم؟ هاتوا ما عندكم ؟قولوا، صارحوا صارحوني بما تريدون؟.
هذا هو شأن العلماء الربانيين لا يندسون تحت الأشجار ولا بالوهاد، لا يتصورون أن كل البشر عبارة عن استخبارات ومباحث عليهم، هذا من دأب من؟ وما الذي بينك وبين المباحث والاستخبارات؟ ماذا بينك وبينهم؟
إذا كنت سليماً فلا تخف لا من مباحث ولا من استخبارات، وأما إن كان وراءك شيء تخفيه فأنت وشأنك، ولذلك فإن من علامات هؤلاء المبتدعة الخوارج بالذات والقطبيين خاصة من علاماتهم تصور أن كل من يدعو إلى منهج السلف منتمي إلى جهاز كذا وكذا جهاز مراقبة، جهاز مباحث إلى أخره، وماذا بينك وبين المباحث يا أخي؟ أدعو لهم إخوانك يسهرون الليالي والأيام من أجل راحتك ويتعرضون للموت أحياناً والقتل وأنت نائم عند امرأتك، ماذا تنقم عليهم؟
إن كنت والله في بطنك ريح فما أنت مستريح أما إن كنت سليماً معافىً سائراً على منهج السلف واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار أو رائعة النهار فلا عليك من أحد، ولن تؤذى بإذن الله تعالى.
فمن أعظم علامات العلماء الربانييين وضوح المنهج ، وضوح الهدف ، وضوح الطريق الذي يسلكونه
عرفتم إخواني ؟؟ أنتم تسجلون هذه العلامات أو لا؟ هذا مهم جداً معرفة هذه العلامات، حتى نعرف العلماء من غير العلماء .
أيضاً من علامات العلماء الدعاء لولي الأمر، خلهم يسمونك ما شاءوا، محبة ولي الأمر والدعاء له ومحبة الخير له والدعاء له بالصلاح والتقى والبطانة الصالحة لأن بصلاحه تصلح الرعية، وبالمقابل من علامات المبتدعة الدعاء عليه، بعضهم ينقمون عليك إذا دعوت يوم الجمعة لولي الأمر.
لماذا يا أخي ؟ ما الذي عندك عندما لا تريدنا أن ندعو لولي الأمر ؟؟ والله نحبه في الله ونتقرب إلى الله بالدعاء له، لأن بصلاحه تصلح الرعية ونتمنى له الخير ونرجو أن يرزقه الله البطانة الصالحة وأن يوفقه لما فيه صلاح البلاد والعباد وأن يقيه شر الأعداء ، هذه من علامات أهل السنة كما روي عن الإمام أحمد وغيره وعن الفضيل بن عياض وغيرهم من أئمة الهدى كانوا يدعون لولاة الأمور ويقول لو كنت أعلم أني مستجاب الدعوة لدعوت لولي الأمر.
أنا أضرب لكم مثل:
المأمون العباسي المعتزلي الجهمي ماذا فعل بالإمام أحمد ؟ تعلمون ماذا فعل في قضية المحنة في القول بخلق القرآن، لما جاءه بعض الشباب وسجن أحمد وضربه أبناؤه من بعده، الواثق ضربه وغيره ومع ذلك يقول لو كنت أعلم أني مستجاب الدعوة لادخرتها لولي الأمر، هو يعلم أن ولي الأمر مخدوع بهذا المذهب خدعه بشر المرِّيسي و أحمد ابن أبي دؤاد وغيرهم وأنه مسكين مغرور مخدوع بهم ولما جاءه مجموعة من الشباب يدعونه إلى الخروج يقولون شاركنا نخرج على المأمون الذي فعل وفعل وفعل وقال بخلق القرآن قال: ويحكم لا تفعلوا، ثم نصحهم فأبوا أن يسمعوا النصيحة فما كان منهم إلا أن ذهبوا فمنهم من شُرِّد ومنهم من قتل ومنهم من سجن ومنهم من اختبأ إلى أن زالت الغمة في عهد المتوكل .يريد أن يدعوا له وهو معتزلي لماذا ؟ لأن بصلاحه تصلح الرعية ولأنه يعلم أنه مغرَّر به ولم يكن هو المتبني أصلاً لهذا الفكر، فانتبهوا يا إخوان فإذا كان المأمون المعتزلي وقف منه الإمام أحمد هذا الموقف وهو الذي آذاه بألوان الأذى وسلَّط عليه المعتزلة والجهمية ومع ذلك يقول : لو كنت أعلم أني مستجاب الدعوة لدعوت لهسبحان الله أين هذا الطراز من العلماء؟ إن شاء الله موجودون ولله الحمد، علماؤنا سائرون على هذا المنهج النيِّر القويم المستمد من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
اسمحولي السؤال كان مهم جداً مسألة علامات أهل السنة وعلامات العلماء الربانيين كان يتطلب وقفات ووقفات ولذلك أطلنا فيه .
للحفظ والاستماع في المرفقات