السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير من الأخوات يسئلن عن التلبينة وما هي التلبينة....
التلبينة ورد ذِكر في أحاديث صحيحة ، منها
:
أ. عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا ، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتْ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : كُلْنَ مِنْهَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ ) رواه البخاري ( 5101 ) ومسلم ( 2216 )
ب. وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الْهَالِكِ ، وَكَانَتْ تَقُولُ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ ، وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ ) رواه البخاري ( 5365 ) ومسلم ( 2216 ) .
قال النووي :
" ( مَجَمَّةٌ) وَيُقَال : ( مُجِمَّةٌ) أَيْ : تُرِيح فُؤَاده , وَتُزِيل عَنْهُ الْهَمّ , وَتُنَشِّطهُ " انتهى .
وواضح من الحديثين أنه يعالج بها المريض ، وتخفف عن المحزون حزنه ، وتنشط القلب وتريحه .
والتلبينة : حساء يُعمل من ملعقتين من مطحون الشعير بنخالته ، ثم يضاف لهما كوب من الماء ، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق .
وبعض الناس يضيف عليها ملعقةعسل .
وسمِّيت " تلبينة " تشبيهاً لها باللبن في بياضها ورقتها .
قال ابن القيم :
"وإذا شئتَ أن تعرف فضل التلبينة : فاعرف فضل ماء الشعير ، بل هي ماء الشعير لهم ؛ فإنها حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته ، والفرق بينها وبين ماء الشعير أنه يطبخ صحاحاً ، والتلبينة تطبخ منه مطحوناً ، وهي أنفع منه لخروج خاصية الشعير بالطحن ، وقد تقدم أن للعادات تأثيراً في الانتفاع بالأدوية والأغذية ، وكانت عادة القوم أن يتخذوا ماء الشعير منه مطحوناً لا صحاحاً ، وهو أكثر تغذية ، وأقوى فعلاً ، وأعظم جلاءً .... " انتهى .
" زاد المعاد " ( 4 / 120 ) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تعريف التلبينة :
" طعام يتخذ من دقيق أو نخالة ، وربما جُعل فيها عسل ، سميت بذلك لشبهها باللبن في البياض والرقة ، والنافع منه ما كان رقيقاً نضيجاً ، لا غليظاً نيئاً " انتهى .
" فتح الباري " ( 9 / 550 ) .
ومما لا شك فيه أن للشعير فوائد متعددة ، وقد أظهرت الدراسات الحديثة بعضها ، منها : تخفيض الكولسترول ، ومعالجة القلب ، وعلاج الاكتئاب ، وعلاج ارتفاع السكر والضغط ، وكونه مليِّناً ومهدِّئاً للقولون ، كما أظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون .
وقيل لبن وسميت تلبينة تشبيهاً لها باللبن وفي بياضها ورقتها) وقال أبو نعيم في الطب: (هي دقيق بحت) وقال البغدادي: (التلبينة السحاء ويكون في قوام اللبن وهو الدقيق الناضج لا الغليظ النيء وإذا شئت أن تعرف منافع التلبينة فاعرف منافع ماء الشعير لا سيما إذا كان نخالة (مطحوناًَ) فإنه يحلو وينفذ بسرعة ويغذي غذاء لطيفاً وإذا شرب حاراً كان أحلى وأقوى نفوذاً
طريقة إعداد التلبينة
يؤخذ مقدار من الشعير"الكامل" المرحي–أي : بقشره غير منخول ــ ويضاف اليه خمسة أمثاله من الماء ويحرك حتى لايتكثل ثم يوضع على نار هادئة ويغطى ويترك حتى يبقى منه خمساه او ثلاثة اخماسه ثم يؤكل.اهـ
وأحياتا يضاف إليها العسل كما ذكر ابن حجر .
وفي جامع الأصول لابن الأثير :
التلبينة
«خ م) عائشة - رضي الله عنها - : كانت تأمرُ بالتَّلْبِينَةِ للمريض وللمحزون على الهالك ، وكانت تقول : إني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : إن التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فؤادَ المريض ، وتَذهب ببعض الحزن» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: «أن عائشة كانت تأمرُ بالتلبينة«1) ، وتقول : هو البَغِيضُ النافع - تعني : التَّلْبِينَ«.
وفي أخرى «أنها كانت إذا مات الميت من أهلها ، فاجتمع لذلك النساء ، ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها ، أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ، ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ، ثم قالت : كلن منها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « التلبينة مجمة«2) لفؤاد المريض ، تذهب ببعض الحزن ) .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5417
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
تجم : الإجمام : الاستراحة ، أجم نفسه ،إذا أراحها ، والمجمة: المزيلة المذهبة للألم وللحزن.
كنا عند أنس وعنده خباز له ، فقال : ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم خبزا مرققا ، ولا شاة مسموطة حتى لقي الله .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5385
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
صحيح البخاري - كِتَاب الْأَطْعِمَةِ - ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم خبزا مرققا أي "غيرمنخول" ولا شاة مسموطة حتى لقي الله
5071حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يُونُسَ قَالَ عَلِيٌّ هُوَ الْإِسْكَافُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ «مَا عَلِمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عَلَى سُكْرُجَةٍ قَطُّ وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطُّ وَلَا أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ قَطُّ)
روى الإمام أحمد عن عروة عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت«و لا أكل صلى الله عليه و سلم خبزاً منخولة منذ بعثه الله إلى أن قبض)
عليكم بالبغيض النافع : أي التلبينة، ( فوالذي نفسي بيده إنه ليغسل بطن أحدكم كما يغسل الوسخ عن وجهه بالماء )
الراوي عائشة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو
البغيض أي : أن المريض حال مرضه يكره الأكل وأظن –والله أعلم ــ أنه لايتجاوز حساء بدقيق الشعير غير المنخول لهذا هو البغيض النافع أي: ليس حُلْوًا ولا غير ذلك من الإضافات"لذلك هو في متناول الجميع" وهو مع بغض المريض له فله عظيم الفائدة. وأظنه أقرب ما يكون لشيء كان يطبخه أهل طرابلس في القديم يسمى :" بازين بالحسى " وهذا الحساء هو الذي أعني لا البازين والحساء هو ما يغترف من السائل الذي نضج فيه البازين وهوعبارة عن دقيق شعير يسكب في الماء المغلي بطريقة معينة تمنع من انفراط الدقيق كله في الماء فينضج متماسكًا ويؤخد جزء من الحساء يوضع جانبًا ويسكب على البازين عند التقديم ولا شيء إلا دقيق الشعير والماء -سبحان الله ــلاحظوا أم المؤمنين -رضي الله عنها تسكب التلبينة على الثريد --وكما مر في تفسير معنى التلبينة أنها حساء ــ وأهل طرابلس يسكبون الحساء على البازين والبازين هو من دقيق الشعير وكذا خبز الثريد من الشعير
تكون التلبينة بالدقيق الشعير الكامل: (الكامل أي:بقشوره غير المنخول ) لأن الفائدة –بإذن الله ــ في الحبوب بقشورها غير المنخولة انظروا لهذه الفائدة في صيدليات بريطانيا يباع دقيق الشعير غير المنخول في أكياس صغيرة وما عليك إلا غلي الماء وإضافة ملعقة عليه وجعله حساء وشربه كدواء.هو هذه "التلبينة " التي وصفها نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم ــ لأُمته .إنَّ طَرْحَنَا لقشور الشعير ونَخْلَه حرمنا عظيم الفائدة ،هذهِ القشوُر مخزنٌ كبيرٌ للفوائدِ كيف؟ هذه القشور تحتوي على مجموعة فيتامين ب المركبة " B. complex" هذه المجموعة جعل -الله عز وجل ــ فيها فوائد كثيرة جمة وإني لا أبالغ إن سميتها مخزن للفوائد جعلها الله -عزَّ وجلَّ ــ فيه بفضله ومَنه ــ وأغلب أفراد هذه المجموعة الرائعة يتواجد في الحبوب الكاملة .
نقص مجموعة ب المركبة المتكاملة في الجسم قد يؤدي أحيانا للخبل ،ولتشقق الجلد ،وللإمساك "قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ ليغسل بطن أحدكم "،و للإ كتئاب" قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم ــتذهب ببعض الحزن"
وهو يجم الفؤاد لأن هذا الفيتامين يوسع -بإذن الله ــ الأوردة الدموية ويكنس ما بها من الكلسترول وهذا خاصة لفيتامين" النياسين"وهو أحد أفراد المجموعة ب ثم – سبحان الله ــ هذه المجموعة أعني "مجموعة الفيتامين ب المركبة" - بفضل الله ــ كبير الجرعة منها لاتضر - بإذن الله ــلماذا ؟ هو فيتامين يذوب في الماء فالزائد يطرح –أكرمكم الله – مع البول ليس مثل تلك التي تذوب في الذهون فإنها تخزن في الكبد الزائد فيجب الحذر في أخدها.
لهذا كان للتلبينة عظيم الفوائد فلاشيء غير الماء ودقيق الشعير الكامل ثم إن إضافة العسل لها وهي على النار عليه مآخد لأن العسل تذهب قيمته الغدائية له إذا سُخن ،ورسول الله -صلى الله عليه وسلم ــيخلط العسل بماء عادي أي:غير مسخن.
مجموعة ب المركبة B. complex
1_ فيتامين ب1"الثيامين"B1 تحتوي الحبوب الكاملة على من400 إلى 500 ميكروجرام%جرام الثيامين يوجد في قشور وأجنة دقيق الشعير.
نقصه يؤدي لمرض يسمى" البري بري" وهو المعروف بمرض الأعصاب المتعددة المصحوب بضمور العضلات وإضافة للتغيرات التي تنتاب الأوعية القلبية لهذا التلبينة :تجم الفؤاد".
أعراض مرض البري بري تنطوي تحت أحد هذه الأقسام التالية:
1ــ الأعراض العصبية وهو ما يعرف ب"nervous symptoms " أو ما يعرف بالبري بري الجاف"dry beri beri".
2ــالأعراض المصحوبة بالتورم "oedma"أو ما يعرف بالبري بري الرطب " " weT beri beri".
3ــالأعراض التي تشمل القلب أو ما يعرف بالبري بري الحاد الوبيل "CUTE BERI BERI"وتجدر الإشارة إلى أن أعراض مرض البري بري يحدث نتيجة نقص فيتا مين الثيامين وهذا النقص يصاحبه نقص في الفيتامينات الأخرى وخاصة مجموعة ب المركب.
2- فيتامين ب3"النياسين"B3،ومن مصادره الحبوب الكاملة نقصه يؤدي إلى مرض البلاجرا ومرض البلاجرا-عفانا الله والمسلمين ــ إلى الإلتهابات الجلدية ، والإسهال ، الاختلال العقلي وهذا الأخير يصاحب الأعراض المتقدمة منه "لهذا التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن".
3- فيتامين ب6 "البرودكسين"وهذا من أهم مصادره الحبوب الكاملة يحتوي على 55.مليجرام% من الجرام يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى بعض التغيرات في الجهاز العصبي المحيطي والتي تؤدي لتصلب مؤخرة الأطراف ومن تم إلى حدوث حركات لا انتظامية،وإلى إلتهابات جلدية ،وإلى نقص في أيض الذهون ،والجهاز العصبي يثأتر بنقصه فقد وجد تثبيط لعملية نقل النبضات في الجهاز العصبي المركزي ،ولوحظت أعراض تشنجيةعلى الأطفال الذين ترضعهم أمهاتهم الحليب الجاف المصنع ولما أسلفت من ذكر مضاره فهناك شيء آخر حتى لو كان هذا الحليب مجفف ببلادنا الإسلامية فإن هذا الحليب أثناء تحضيره يتعرض لحرارة عالية تحطم هذا الفيتامين.
4- البيوتين "BIOTIN "هذا الفيتامين يطلق عليه فيتامين هـH
هذا الفيتامين يوجد في أجنة البذور "تستطيعين -بإذن الله ــ بَذَرَهذا "أجنة بذور القمح وهي النبات قبل ظهوره على الأرض "وهي عملية البرعمة وماعليك إلا غسل الشعير ونقعه قليلًا بالماء ثم تصفيته ووضعه بين «فوطتي مطبخ )ثم تضعيه في صحن بمكان مظلم وستجدينه ثاني يوم –بإذن الله مبرعمًا" والله -عزَّ وجلَّ- هو المنبت له ،هذا الفيتامين "مهم جدًا للشعر" يساعد على نمو وقوته –بإذن الله .
حمض الفوليك "FOLIC ACID"من مصادره المهمة الحبوب الكاملة من25ــ100ميكروجرام% جرام، أعراض نقصه يؤدي إلى تأخر سن البلوغ وإعاقة النمو عند الأطفال ويعمل على تقرح الفم واللسان وفقر الدم هذا يظهر عند الأطفال الذين يتغدون على الرضاعة الصناعية وفي حالات متقدمة يؤدي للخبل ،فنقصه يؤتر على النمو العصبي للطفل لهذا تجدونهم يعطونه الحوامل في الأيام الأولى للحمل، أكرر هذه الفيتامينات تذوب في الماء الفائض ينطرح ويتخلص منه الجسم ولا يخزن بالكبد ، أضيف أنتم لاحظتم أن النقص في هذه المجموعة كلها تتبعه أعراض تتكرر"الخبل هذا عند النقص الحاد،التهاب الجلد إكتئاب هذه المجموعة –بفضل الله ومَنه ــ لها خاصية إذهاب بعض الحزن وبها يعالج الإكتئاب ويصفونها بأنها أطعمة الذكاء وهي رائعة للبشرة وللشعر تكسب الوجه نضارة وبهاءً وهذا بفضل الله ومنه على خلقه فسبحانه من منعمٍ كريم.
ـــ
منقول من مصدرين و بتصرف
كثير من الأخوات يسئلن عن التلبينة وما هي التلبينة....
التلبينة ورد ذِكر في أحاديث صحيحة ، منها
:
أ. عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا ، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتْ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : كُلْنَ مِنْهَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : ( التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ ) رواه البخاري ( 5101 ) ومسلم ( 2216 )
ب. وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الْهَالِكِ ، وَكَانَتْ تَقُولُ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ ، وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ ) رواه البخاري ( 5365 ) ومسلم ( 2216 ) .
قال النووي :
" ( مَجَمَّةٌ) وَيُقَال : ( مُجِمَّةٌ) أَيْ : تُرِيح فُؤَاده , وَتُزِيل عَنْهُ الْهَمّ , وَتُنَشِّطهُ " انتهى .
وواضح من الحديثين أنه يعالج بها المريض ، وتخفف عن المحزون حزنه ، وتنشط القلب وتريحه .
والتلبينة : حساء يُعمل من ملعقتين من مطحون الشعير بنخالته ، ثم يضاف لهما كوب من الماء ، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق .
وبعض الناس يضيف عليها ملعقةعسل .
وسمِّيت " تلبينة " تشبيهاً لها باللبن في بياضها ورقتها .
قال ابن القيم :
"وإذا شئتَ أن تعرف فضل التلبينة : فاعرف فضل ماء الشعير ، بل هي ماء الشعير لهم ؛ فإنها حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته ، والفرق بينها وبين ماء الشعير أنه يطبخ صحاحاً ، والتلبينة تطبخ منه مطحوناً ، وهي أنفع منه لخروج خاصية الشعير بالطحن ، وقد تقدم أن للعادات تأثيراً في الانتفاع بالأدوية والأغذية ، وكانت عادة القوم أن يتخذوا ماء الشعير منه مطحوناً لا صحاحاً ، وهو أكثر تغذية ، وأقوى فعلاً ، وأعظم جلاءً .... " انتهى .
" زاد المعاد " ( 4 / 120 ) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تعريف التلبينة :
" طعام يتخذ من دقيق أو نخالة ، وربما جُعل فيها عسل ، سميت بذلك لشبهها باللبن في البياض والرقة ، والنافع منه ما كان رقيقاً نضيجاً ، لا غليظاً نيئاً " انتهى .
" فتح الباري " ( 9 / 550 ) .
ومما لا شك فيه أن للشعير فوائد متعددة ، وقد أظهرت الدراسات الحديثة بعضها ، منها : تخفيض الكولسترول ، ومعالجة القلب ، وعلاج الاكتئاب ، وعلاج ارتفاع السكر والضغط ، وكونه مليِّناً ومهدِّئاً للقولون ، كما أظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون .
وقيل لبن وسميت تلبينة تشبيهاً لها باللبن وفي بياضها ورقتها) وقال أبو نعيم في الطب: (هي دقيق بحت) وقال البغدادي: (التلبينة السحاء ويكون في قوام اللبن وهو الدقيق الناضج لا الغليظ النيء وإذا شئت أن تعرف منافع التلبينة فاعرف منافع ماء الشعير لا سيما إذا كان نخالة (مطحوناًَ) فإنه يحلو وينفذ بسرعة ويغذي غذاء لطيفاً وإذا شرب حاراً كان أحلى وأقوى نفوذاً
طريقة إعداد التلبينة
يؤخذ مقدار من الشعير"الكامل" المرحي–أي : بقشره غير منخول ــ ويضاف اليه خمسة أمثاله من الماء ويحرك حتى لايتكثل ثم يوضع على نار هادئة ويغطى ويترك حتى يبقى منه خمساه او ثلاثة اخماسه ثم يؤكل.اهـ
وأحياتا يضاف إليها العسل كما ذكر ابن حجر .
وفي جامع الأصول لابن الأثير :
التلبينة
«خ م) عائشة - رضي الله عنها - : كانت تأمرُ بالتَّلْبِينَةِ للمريض وللمحزون على الهالك ، وكانت تقول : إني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : إن التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فؤادَ المريض ، وتَذهب ببعض الحزن» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري: «أن عائشة كانت تأمرُ بالتلبينة«1) ، وتقول : هو البَغِيضُ النافع - تعني : التَّلْبِينَ«.
وفي أخرى «أنها كانت إذا مات الميت من أهلها ، فاجتمع لذلك النساء ، ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها ، أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ، ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ، ثم قالت : كلن منها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « التلبينة مجمة«2) لفؤاد المريض ، تذهب ببعض الحزن ) .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5417
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
تجم : الإجمام : الاستراحة ، أجم نفسه ،إذا أراحها ، والمجمة: المزيلة المذهبة للألم وللحزن.
كنا عند أنس وعنده خباز له ، فقال : ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم خبزا مرققا ، ولا شاة مسموطة حتى لقي الله .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5385
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
صحيح البخاري - كِتَاب الْأَطْعِمَةِ - ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم خبزا مرققا أي "غيرمنخول" ولا شاة مسموطة حتى لقي الله
5071حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يُونُسَ قَالَ عَلِيٌّ هُوَ الْإِسْكَافُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ «مَا عَلِمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عَلَى سُكْرُجَةٍ قَطُّ وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطُّ وَلَا أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ قَطُّ)
روى الإمام أحمد عن عروة عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت«و لا أكل صلى الله عليه و سلم خبزاً منخولة منذ بعثه الله إلى أن قبض)
عليكم بالبغيض النافع : أي التلبينة، ( فوالذي نفسي بيده إنه ليغسل بطن أحدكم كما يغسل الوسخ عن وجهه بالماء )
الراوي عائشة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو
البغيض أي : أن المريض حال مرضه يكره الأكل وأظن –والله أعلم ــ أنه لايتجاوز حساء بدقيق الشعير غير المنخول لهذا هو البغيض النافع أي: ليس حُلْوًا ولا غير ذلك من الإضافات"لذلك هو في متناول الجميع" وهو مع بغض المريض له فله عظيم الفائدة. وأظنه أقرب ما يكون لشيء كان يطبخه أهل طرابلس في القديم يسمى :" بازين بالحسى " وهذا الحساء هو الذي أعني لا البازين والحساء هو ما يغترف من السائل الذي نضج فيه البازين وهوعبارة عن دقيق شعير يسكب في الماء المغلي بطريقة معينة تمنع من انفراط الدقيق كله في الماء فينضج متماسكًا ويؤخد جزء من الحساء يوضع جانبًا ويسكب على البازين عند التقديم ولا شيء إلا دقيق الشعير والماء -سبحان الله ــلاحظوا أم المؤمنين -رضي الله عنها تسكب التلبينة على الثريد --وكما مر في تفسير معنى التلبينة أنها حساء ــ وأهل طرابلس يسكبون الحساء على البازين والبازين هو من دقيق الشعير وكذا خبز الثريد من الشعير
تكون التلبينة بالدقيق الشعير الكامل: (الكامل أي:بقشوره غير المنخول ) لأن الفائدة –بإذن الله ــ في الحبوب بقشورها غير المنخولة انظروا لهذه الفائدة في صيدليات بريطانيا يباع دقيق الشعير غير المنخول في أكياس صغيرة وما عليك إلا غلي الماء وإضافة ملعقة عليه وجعله حساء وشربه كدواء.هو هذه "التلبينة " التي وصفها نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم ــ لأُمته .إنَّ طَرْحَنَا لقشور الشعير ونَخْلَه حرمنا عظيم الفائدة ،هذهِ القشوُر مخزنٌ كبيرٌ للفوائدِ كيف؟ هذه القشور تحتوي على مجموعة فيتامين ب المركبة " B. complex" هذه المجموعة جعل -الله عز وجل ــ فيها فوائد كثيرة جمة وإني لا أبالغ إن سميتها مخزن للفوائد جعلها الله -عزَّ وجلَّ ــ فيه بفضله ومَنه ــ وأغلب أفراد هذه المجموعة الرائعة يتواجد في الحبوب الكاملة .
نقص مجموعة ب المركبة المتكاملة في الجسم قد يؤدي أحيانا للخبل ،ولتشقق الجلد ،وللإمساك "قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ ليغسل بطن أحدكم "،و للإ كتئاب" قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم ــتذهب ببعض الحزن"
وهو يجم الفؤاد لأن هذا الفيتامين يوسع -بإذن الله ــ الأوردة الدموية ويكنس ما بها من الكلسترول وهذا خاصة لفيتامين" النياسين"وهو أحد أفراد المجموعة ب ثم – سبحان الله ــ هذه المجموعة أعني "مجموعة الفيتامين ب المركبة" - بفضل الله ــ كبير الجرعة منها لاتضر - بإذن الله ــلماذا ؟ هو فيتامين يذوب في الماء فالزائد يطرح –أكرمكم الله – مع البول ليس مثل تلك التي تذوب في الذهون فإنها تخزن في الكبد الزائد فيجب الحذر في أخدها.
لهذا كان للتلبينة عظيم الفوائد فلاشيء غير الماء ودقيق الشعير الكامل ثم إن إضافة العسل لها وهي على النار عليه مآخد لأن العسل تذهب قيمته الغدائية له إذا سُخن ،ورسول الله -صلى الله عليه وسلم ــيخلط العسل بماء عادي أي:غير مسخن.
مجموعة ب المركبة B. complex
1_ فيتامين ب1"الثيامين"B1 تحتوي الحبوب الكاملة على من400 إلى 500 ميكروجرام%جرام الثيامين يوجد في قشور وأجنة دقيق الشعير.
نقصه يؤدي لمرض يسمى" البري بري" وهو المعروف بمرض الأعصاب المتعددة المصحوب بضمور العضلات وإضافة للتغيرات التي تنتاب الأوعية القلبية لهذا التلبينة :تجم الفؤاد".
أعراض مرض البري بري تنطوي تحت أحد هذه الأقسام التالية:
1ــ الأعراض العصبية وهو ما يعرف ب"nervous symptoms " أو ما يعرف بالبري بري الجاف"dry beri beri".
2ــالأعراض المصحوبة بالتورم "oedma"أو ما يعرف بالبري بري الرطب " " weT beri beri".
3ــالأعراض التي تشمل القلب أو ما يعرف بالبري بري الحاد الوبيل "CUTE BERI BERI"وتجدر الإشارة إلى أن أعراض مرض البري بري يحدث نتيجة نقص فيتا مين الثيامين وهذا النقص يصاحبه نقص في الفيتامينات الأخرى وخاصة مجموعة ب المركب.
2- فيتامين ب3"النياسين"B3،ومن مصادره الحبوب الكاملة نقصه يؤدي إلى مرض البلاجرا ومرض البلاجرا-عفانا الله والمسلمين ــ إلى الإلتهابات الجلدية ، والإسهال ، الاختلال العقلي وهذا الأخير يصاحب الأعراض المتقدمة منه "لهذا التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن".
3- فيتامين ب6 "البرودكسين"وهذا من أهم مصادره الحبوب الكاملة يحتوي على 55.مليجرام% من الجرام يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى بعض التغيرات في الجهاز العصبي المحيطي والتي تؤدي لتصلب مؤخرة الأطراف ومن تم إلى حدوث حركات لا انتظامية،وإلى إلتهابات جلدية ،وإلى نقص في أيض الذهون ،والجهاز العصبي يثأتر بنقصه فقد وجد تثبيط لعملية نقل النبضات في الجهاز العصبي المركزي ،ولوحظت أعراض تشنجيةعلى الأطفال الذين ترضعهم أمهاتهم الحليب الجاف المصنع ولما أسلفت من ذكر مضاره فهناك شيء آخر حتى لو كان هذا الحليب مجفف ببلادنا الإسلامية فإن هذا الحليب أثناء تحضيره يتعرض لحرارة عالية تحطم هذا الفيتامين.
4- البيوتين "BIOTIN "هذا الفيتامين يطلق عليه فيتامين هـH
هذا الفيتامين يوجد في أجنة البذور "تستطيعين -بإذن الله ــ بَذَرَهذا "أجنة بذور القمح وهي النبات قبل ظهوره على الأرض "وهي عملية البرعمة وماعليك إلا غسل الشعير ونقعه قليلًا بالماء ثم تصفيته ووضعه بين «فوطتي مطبخ )ثم تضعيه في صحن بمكان مظلم وستجدينه ثاني يوم –بإذن الله مبرعمًا" والله -عزَّ وجلَّ- هو المنبت له ،هذا الفيتامين "مهم جدًا للشعر" يساعد على نمو وقوته –بإذن الله .
حمض الفوليك "FOLIC ACID"من مصادره المهمة الحبوب الكاملة من25ــ100ميكروجرام% جرام، أعراض نقصه يؤدي إلى تأخر سن البلوغ وإعاقة النمو عند الأطفال ويعمل على تقرح الفم واللسان وفقر الدم هذا يظهر عند الأطفال الذين يتغدون على الرضاعة الصناعية وفي حالات متقدمة يؤدي للخبل ،فنقصه يؤتر على النمو العصبي للطفل لهذا تجدونهم يعطونه الحوامل في الأيام الأولى للحمل، أكرر هذه الفيتامينات تذوب في الماء الفائض ينطرح ويتخلص منه الجسم ولا يخزن بالكبد ، أضيف أنتم لاحظتم أن النقص في هذه المجموعة كلها تتبعه أعراض تتكرر"الخبل هذا عند النقص الحاد،التهاب الجلد إكتئاب هذه المجموعة –بفضل الله ومَنه ــ لها خاصية إذهاب بعض الحزن وبها يعالج الإكتئاب ويصفونها بأنها أطعمة الذكاء وهي رائعة للبشرة وللشعر تكسب الوجه نضارة وبهاءً وهذا بفضل الله ومنه على خلقه فسبحانه من منعمٍ كريم.
ـــ
منقول من مصدرين و بتصرف