بسم الله الرحمن الرحيم
وَصَايَا طَالِبُ عِلم
مـهما تـوالى الـعلمُ يروي محاسـنهُ
إلا بأن الجهلَ لا يمحُو مَعالِمَهُ السمحاء
ذاكَ لأنَ الـعِلمَ نـوراً أضـاءَ بِـِعِلـمِه
كـالبدرِ عندَ مـَجِيئِه في الليـلَةِ الظلـماء
فأعـلَم أخـي واسـمَع ما أقـــــولُ بِـه
وخُـذ بِقَولِي أخـذَة تَعلو بها إلى العلياء
اعلم بأن الـعِلم نـوراً يـَشِعُ القَلبَ بِه
كَـما يَشِـعُ بَرِيـقُ الذهَبِ مِنَ الـصفـاء
فتَمَسـك بِـهـذا الـعِـلم وتَـقَـبض بِــه
فالعِلـم مِفتـاحٌ لِكُـلِ بابٍ عَلى الأرجـاء
واخلَـص نَوَايـَاك للـعَلي جَـلَ شَـأنُه
وبَادِر بِتَجديدِه فِي كُلِ يَومٍ كالحُرَصَاء
ولا تنسى تَقوى الله فِـي كُلِ أَمــرِهِ
فالوَرَعُ صِفَةٌ لِكُلِ طَالِب لِلعِلم ابتداء
واجعَل الحَيَاءَ عَلى الإيمَانِ دِلالـه
ولا تَجعَله عَيبا يَمنَع العِلمَ كالجهلاء
واحرص أخي على الذهنِ بِنقـاءهِ
فــسلامةُ عقلِك يُدِيمُ بالعلمِ كالعلماء
وابقــى بعيداً مِن كُـلِ شخصٍ وبِدَعِه
فالدينُ بَعدَ رَسولِهِ بِبتِدَاعِهِ صَارَ داء
ولا تعــجب بـرأيــِكَ فَــقـد تـضِـلَ بِـه
فـالغُـرُورُ طَبـعٌ مِن طَـبَائِعَ السُـفَهـاء
وكــن فـِي العِـلم خَـيرَ مُتَــواضِـعاً بِــه
فالتـكَبر بـالعِلـمِ مِن مَسَـالِكَ الأعـدَاء
واحمَدِ إِِلَهَ الكَونِ عَلى مَا قَد أُوتِيتَ بِه
فـَـذَاكَ دَلِــيلُ مَـحَــبةِ الـرحــمَنِ بِثَنَـاء
فاحمَده عَلى هَذَا الرِزقَ بِدَوَامِ حِفظِـه
فـَدَوَام شُـكرِهِ يُـدِيمُ ثَـبَاتَـهُ عَـلى الـبَقـاء
وصَلي عَلَى خَيرِ الأَنَام وحَبِيبِ إِلَهِـه
ومَن تَبِعَهُم عَلى مَرِ الأَزمَان والأَنحَاء
واللهُ وَلي التوفِيق